النتائج السلبية التي يتعرض لها نادي الشباب في الآونة الأخيرة التي لها أسبابها العديدة التي منها الحديث والمتراكم، والأكيد أنها في حقيقتها نوع من تصادم الإرادات أو المصالح - ولو بشكل جزئي - داخل البيت الشبابي.

والحل بهذه الطريقة أقرب ما يكون لنظرية المباراة (theory of game) التي وضع أسسها عالم الرياضيات الأميركي جون فون نيومان، حيث الصدام بين اثنين من الناس دافعه رغبة كل طرف في منع الطرف الأخر من تحقيق أهدافه مع رغبته في تحقيق أهدافه الخاصة، بمعنى أن هناك طرفين في نادي الشباب متضادين في المصالح يتظاهران بحب الشباب وكل طرف يكيل للطرف الآخر وينتظر الفرص للانقضاض على خصمه.

وكل ما يكسبه طرف هو في الحقيقة ما يخسره الطرف الآخر وكل طرف يحاول أن يقلل إلى أقصى حد الخسارة التي يحاول الطرف الآخر أن يفرضها عليه، وكل طرف لديه الاستعداد التام لاختيار الاستراتيجيات المتعددة والمزج بينها للإطاحة بخصمه، وكل هذا مجرد صراع داخلي لم يتجاوز حدود البيت الشبابي.

بمعنى أن فوز الفريق الشبابي في أي مباراة يمثل انتصارا لطرف وهزيمة للطرف الآخر - والعكس صحيح - لذا نستطيع القول أن نادي الشباب قد دخل دوامة (اللعبة) أو (المباراة) وفيها يكون الطرف (أ) والطرف (ب) أصحاب رغبات واهتمامات متضاربة، فيها يسعى كل طرف لاستخدام الحيلة والحذر والتستر على النوايا، مع الرغبة في كشف نوايا الطرف الآخر.

نخرج بنتيجة نهائية تبرهن على أن السبب الرئيس للنتائج السلبية التي يعاني منها نادي الشباب هي دخوله في عالم اللعبة من أوسع أبوابه، وهو نذير لمزيد من الصراعات والانقسامات والتحزبات.

نادي الشباب يعاني وهذا أمر مفروغ منه، وسبب معاناته ليس بسبب أزمة مالية أو فنية أو إدارية طارئة وليس بسبب هبوط مستوى وليد عبدالله أو تقاعس الدفاع أو فقدان صناع اللعب (مع وجود هذه الأزمات المذكورة آنفا).

مشكلة الشباب وببساطة متناهية أنه يعاني الانقسام مع وجود صدام صريح بين الإرادات والمصالح.

ودخول عالم اللعبة ليس بحديث على الأوساط الشبابية، فهو موجود منذ أكثر من عقد من الزمن، وخلال هذه الأزمنة الشبابية عايشنا ظهور مفاهيم غزت العقلية الشبابية فيها تلميح بوجود أطراف تتآمر ضد الكيان وتسعى لإسقاطه.

الفوز في نادي الشباب ليس إلا عملية تأجيل انقضاض الطرف المقابل والهزيمة هي ما يعجل بهذه العملية، إن الشبابيين مطالبين بإنهاء هذه اللعبة المقيتة وانتشال ناديهم قبل الغرق في دوامة هذه اللعبة الشبيهة بالرمال المتحركة، فهي بحر ذو أغوار سحيقة وسلسلة متشابكة من الخصومات غير المنتهية.