لم أذكر، وقد أكون ناسيا، أن الرئيس العام لرعاية الشباب السابق الأمير نواف بن فيصل بن فهد أكد في أي حوار أو تصريح أو مناسبة أنه (اقترح) على رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم (المنتخب) أحمد عيد، ولكنه – أي الأمير نواف – كان (شغله الشاغل) نفي الاتهامات التي تلاحقه بالتدخل في عمل أحمد عيد واتحاده.

أما الرئيس العام لرعاية الشباب الحالي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز فأعلن في أكثر من حوار وتصريح أنه اقترح كذا وكذا على أحمد عيد، وليس من حقه التدخل.

وفي أول حوار مطول مع الزميل بتال القوس لبرنامج (في المرمى)، أفصح الأمير عبدالله عن جملة اقتراحات، منها ما لم يرد عليه أحمد عيد ومنها ما رفضه من خلال قرارات معاكسة، ولكن أكثرها تداولا عدم قبول مقترح ترشيح ياسر المسحل لعضوية المكتب التنفيذي، مفاجئا الجميع بترشيح نفسه من خلال اجتماع خاص بأعضاء المجلس لمناقشة أسماء المرشحين، حيث أعلن أحمد عيد أن زملاءه أعضاء المجلس رجحوه على المسحل.

وشخصيا، كنت أتمنى استمرار الدكتور حافظ المدلج الذي اكتسب خبرة كبيرة في المكتب التنفيذي، وكوّن علاقات مميزة لكنه لم يجد التقدير محليا، في وقت كنا نتوق لوجوده في (الفيفا).

وفي الشأن ذاته يعد الترشيح حقا قانونيا لمجلس اتحاد القدم، وبالتالي لابد من (دعم) أحمد عيد ليفوز بين 17 متنافسا على 11 مقعدا، مع أقوياء أغلبهم رؤساء اتحادات.

أما ياسر المسحل فهو شاب بارع ويجب أن يدعم للاستمرار في منصب آخر بعد نجاحاته الجيدة في تجربته السابقة كي يكون أحد القياديين مستقبلا.

والمشكلة الكبرى أن الاختلاف بين الجمعية العمومية ومجلس اتحاد القدم (المنتخب)، تحول إلى عداء ورغبة جامحة من الجمعية في (حل) الاتحاد، ولذا صار كل طرف يناضل ضد الآخر مع مؤازرة "فهلوية" من كثيرين أغلبهم غير فاهمين للنظام الأساس الذي دان أعضاء الجمعية العمومية، بعد أن عجزوا سنة ونصف السنة عن عقد جمعية عمومية (غير عادية) يتيحها النظام، ولم تفلح تهديداتهم بشيء..!

وفي المقابل ظهر جليا لمن لم يكونوا على هدى أن أحمد عيد ومجلس الاتحاد المنتخب أقوى في فهم النظام من المنافحين ضدهم.

والأكيد أن الاتحاد المنتخب وقع في أخطاء كثيرة، ولكنه سجل إيجابيات مضيئة، ومازال يؤكد أنه بالنظام أقوى من الآخرين بمن فيهم الأمير نواف ثم الأمير عبدالله اللذين بالتأكيد يحترمان أنظمة اتحاد القدم تحت لواء (الفيفا)، ويعرفان جيدا ما هي حدود "صلاحياتهما"، مثلما أصر الأمير عبدالله على تدخله في قضية (الديون)، ولكن كثيرين في الإعلام ومسؤولي الأندية والجماهير يريدون "اتحاد عيد" وفق أهوائهم، مدينين أنفسهم بالتناقض، حيث كانوا يتهمون "عيد" بأنه (مسيّر) من وجهاء، ثم ناقضوا أنفسهم وهم يطالبونه بالرضوخ لمقترح الأمير عبدالله في ترشيح المسحل، وظهرت فئة تناصر أحمد عيد بعد تصريح الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر الشهير: "آخر إنذار"، وتعالت أصوات مضادة بأن هذا إثبات لتبعية اتحاد عيد. وهناك من يتخذ من أخطاء الحكام دلائل لما في خيالهم، وآخرون ينتقون أعضاء أو رؤساء لجان لإثبات اتهامات تعشعش بها ميولهم.

والأكيد أن هذا الاتحاد (المنتخب) يحاول جاهدا تطبيق الأنظمة وأعطى اللجان صلاحيات مطلقة، ولكنه يواجه حروبا خارجية من جهات عدة، وصراعات تضادية داخليا بين بعض أعضائه، وهذا يؤكد مدى ضعف تفاعلنا وفهمنا لما أنتجته الانتخابات بعد مضي سنتين فقط، نريد كل شيء بأهوائنا وما تمليه الميول، مع تشدقنا بالعدل والمساواة والمثالية والتنافس الشريف.