كشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أن النظام السوري لم يكتف فقط بالاعتداء على المواطنين الأحياء، ولم يسلم حتى الموتى من تجاوزاته، إذ أقدمت قواته في مدينة حمص وسط البلاد على نبش المقابر وسرقة الجثث، بعد سيطرتها على الأحياء المعارضة وسط المدنية. وأشارت الشبكة في تقريرها إلى أن وحدات من الجيش السوري، ترافقها مجموعة من قوات الأمن وميليشيا الدفاع الوطني، والميليشيات الشيعية الأجنبية طوقت أواخر الشهر الماضي، منطقة منزول آل رجوب، في حي باب دريب، وحديقة مسجد الشيخ كامل في حي بستان الديوان، وفرضت حظر تجول في المنطقة، ثم قامت بعد ذلك بحفر القبور ونبشها وسرقة ما يقرب من 20 جثة.
واستشهدت الشبكة بإحدى شاهدات العيان التي رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، التي قالت إنها تمكنت من دخول المقابر وشاهدت القبور التي قامت عناصر النظام بنبشها، كما شاهدت بعض القبور التي تم حفرها، لكن لم يتم سحب الجثث منها، وقام عناصر الأمن بتغطيتها بأغصان الشجر، وبعض النفايات. وأضافت "عدد القبور التي قاموا بتخريبها في منزول آل الرجوب أكثر من خمسة قبور، أما في حديقة مسجد الشيخ كامل فكان العدد كبيرا، وسمعت من أهالي الحي المقيمين في تلك المنطقة، أن الجثث التي سُحبت تم وضعها في أكياس، ثم أُخذت إلى مكان لا يستطيع أحد تحديده".
وأشارت الشبكة إلى أن النظام هدف من هذه العملية إلى نبش قبور بعض القيادات العسكرية التي كانت تشارك في العمليات ضد قواته، وذلك بغرض مقايضتهم بأسرى تابعين له بحوزة الثوار.
في سياق ميداني، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قصفا عنيفا من قوات النظام تركز في الساعات الماضية على بلدات إنخل، وكفر شمس، وكفر ناسج غرب درعا، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي. وعلى وقع الضربات الجوية والبرية لقوات النظام ما زالت فصائل المعارضة تخوض معارك عنيفة ضد نظام الأسد في حلب وريفها. وأضافت أن طائرات مروحية شنت حملة قصف بالبراميل المتفجرة على حي الصاخور، كما شنت غارات مماثلة عدة على المناطق المحيطة بفرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب حلب. وأضافت أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا جراء الغارات الجوية على مدينة الباب في ريف حلب.
وفي ريف إدلب ذكرت لجان التنسيق المحلية أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا جراء القصف الجوي على بلدات كفر سجنة وخان شيخون وسكيات، كما قتل نحو عشرة أشخاص جراء الغارات التي استهدفت قريتي الزكاة وأم ميل "القدامسة" في ريف حماة الشرقي.