قبل أيام طرح الأخوان العزيزان صالح الشيحي وإدريس الدريس في هذه الصحيفة فكرة أن يتخلى الأمراء أو يمنعوا من تولي رئاسة الأندية الرياضية بداعي أن ذلك سبب رئيس في الاحتقان الجماهيري، على الرغم مما في الاقتراح من جرأة وإثارة، إلا أنه يبدو فاقداً للموضوعية، للأسباب الآتية:
أولا: إن وجود أمراء مثل عبدالله الفيصل وعبدالرحمن بن سعود - رحمهما الله - كرؤساء للأندية كان له إسهام كبير في تطوير الرياضة السعودية، لذا فإنه من غير المنطقي أن يتم حرمان الحركة الرياضية من الجهد والعطاء اللذين يبذلهما عدد من الأمراء المميزين، وهم كثر ولله الحمد.
ثانيا: الأمراء مواطنون، فبأي حق تجري المطالبة بمنعهم من ممارسة حقوق المواطنة، ومن ذلك رئاسة الأندية؟ لا شك بأن ذلك يتعارض مع الدعوة للمساواة، وتطبيق مبادئ المجتمع المدني، وهو عودة لأسلوب الكيل بمكيالين!
ثالثا: إن كانت هناك تجاوزات أو أخطاء من بعض رؤساء الأندية من الأمراء، فإن الخطأ لا يعالج بخطأ مثله، وإنما بالتعامل مع أساس الخطأ نفسه، واتخاذ الإجراءات التي تمنع تكرار الخطأ، وتطبيق العقوبات على جميع رؤساء الأندية، سواء أكانوا أمراء أم غيرهم.
رابعاً: ليس صحيحا أن تجاوزات رؤساء الأندية تقتصر على الأمراء منهم فقط، فقد رأينا عددا من رؤساء ومسؤولي الأندية - من غير الأمراء - يرتكبون كثيرا من الممارسات والمخالفات، بل ويفاخرون بذلك على رؤوس الأشهاد.
ختاما ليس لدي ما أقول إلا حفظ الله خالد الفيصل، ورحم الله فيصل بن فهد، فعندما كانا مسؤولين عن الحركة الرياضية في بلادنا، ما كان أحد ليجرؤ على فعل ما يحدث الآن في الوسط الرياضي من تجاوزات مؤسفة، لكن لنا أمل في المستقبل... وسلامتكم.