عقد المؤتمر العالمي "الإسلام ومحاربة الإرهاب" الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بمقر الرابطة في مكة المكرمة فعالياته أمس، بثلاث جلسات خصصت الجلسة الأولى التي ترأسها رئيس جامعة الأزهر الدكتور عبدالحي عبدالعال عزب لطرح محور الأسباب الدينية للإرهاب تحدث في مستهلها الدكتور نورالدين الخادمي وزير الشؤون الدينية السابق بتونس عن الجهل بمقاصد الشريعة وأحكامها، عقبه تحدث الدكتور مصطفى إبراهيم تسيرتش عضو المجلس الأعلى للرابطة في البوسنة والهرسك عن موضوع التعصب المذهبي والتحزب الطائفي واختتمت بموضوع الخطأ في ضبط المفاهيم الشرعية (الجهاد، الولاء والبراء، التكفير، التأصيل والتنزيل) لكل من عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة الدكتور عبدالسلام العبادي ورئيس مجمع الفقه الإسلامي بالسودان الدكتور عصام الدين البشير.

وتناولت الجلسة الثانية التي ترأسها قاضي القضاة بالأردن الدكتور أحمد محمد هليل مواضيع عدة بدأها رئيس جمعية القرآن بلندن الدكتور صهيب عبدالغفار بموضوع عدم تطبيق الشريعة الإسلامية تلاه رئيس المعهد العالمي للدراسات الإسلامية في لبنان الدكتور رضوان السيد الذي تحدث عن ضعف المؤسسات الدعوية، ثم تناول مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان الدكتور إبراهيم نورين واقع الخطاب الديني.

واختتمت فعاليات الأمس بعقد الجلسة الثالثة برئاسة عضو المجلس الأعلى للرابطة في تايلند الدكتور إسماعيل جافاكيا لمناقشة محور الأسباب الاجتماعية والاقتصادية، حيث تحدث رئيس اتحاد الأئمة في أميركا الشمالية الدكتور عمر شاهين عن المشكلات الاجتماعية (البطالة، الفقر والحرمان، عدم تكافؤ الفرص) كما تحدث رئيس النيابة بمكتب النائب العام بمصر المحامي هشام عبدالسلام عن ضعف التشريعات والقوانين في التعامل مع المستجدات وبخاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان وختمت الجلسة بموضوع ضعف الأسرة في التنشئة الاجتماعية السليمة للأمين العام لمؤسسة الأمير محمد بن محمد بن جلوي للقرآن والسنة في الأحساء الدكتور أحمد البوعلي.

وحفلت فعاليات الأمس بعقد ورشتي عمل خصصت الأولى التي أدارها مدير جامعة نايف للعلوم الأمنية بالرياض الدكتور جمعان رقوش لمناقشة موضوع تجارب مكافحة الإرهاب (جهود المملكة العربية السعودية أنموذجا) شارك فيها الأستاذ بجامعة نايف العربية للعلوم الأمينة بالرياض الدكتور محمد بوساق، والأمين العام للهيئة الإسلامية العالمية للمحامين بالرياض الدكتور خالد الطويان، والمدير العام لإدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية بالرياض الدكتور عبدالرحمن الهدلق، ومدير مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية اللواء ناصر بن محيا، وتتناول ورشة العمل الثانية التي أدارها المستشار بالديوان الملكي الدكتور سعد الشثري مفهوم الجهاد في الشريعة الإسلامية (ضوابطه، أحكامه، آدابه) شارك فيها الدكتور بكلية الدراسات الفقهية والقانونية بجامعة آل البيت بالأردن محمد العمري، ورئيس مركز دراسات تفسير الإسلام في بريطانيا الشيخ عبدالحق التركماني، وعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء الدكتور إبراهيم الفهيد.


مفتي لبنان: الملك داعم لنشر الإسلام الصحيح

مكة المكرمة: مجاهد سراج


قدم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على دعمه المستمر لقضايا المسلمين في العالم ومساندة تطلعاتهم لنشر الإسلام الصحيح، وتصحيح من يشوه صورة الإسلام. وقال: "من دواعي سرورنا، ومن صميم واجبنا الديني والعربي والإسلامي العام أن نشارك في المؤتمر العالمي الكبير الذي حضرت له رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة عاصمة الإسلام والمسلمين".

ورأى أن هذا المؤتمر يأتي بعنوان "الإسلام ومحاربة الإرهاب" في ظل ما يواجهه واقعنا الإسلامي والعربي من هول كبير وهائل من القتل والتدمير والمجازر والذبح والتحريق للمسلمين وغير المسلمين الآمنين في أوطانهم، وأن ما تقوم به هذه الجماعات الإرهابية من هذه الفظائح الكبيرة للأسف الشديد ترتكب باسم الدين الإسلامي، ونحن ندرك تماما أن الدين الإسلامي هو دين الرحمة والاعتدال والوسطية والتسامح وقبول الآخر، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبالطبع منا هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر لبيان المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي ولتبيان أسباب ظاهرة الإرهاب باسم الدين أو المذهب ووضع الحلول الناجعة والكفيلة باجتثاث هذا الإرهاب المشبوه الذي يشوه الدين الإسلامي ويشوه صورة المسلمين لدى الآخرين.

واستدرك قائلا: "نحن في رحاب مكة المكرمة ومن خلال مشاركتنا في هذا المؤتمر الإسلامي الكبير نسأل الله تعالى سبحانه للمملكة المزيد من التقدم والمزيد من تحصين داخلها لتقوم بتعزيز أداء دورها الوطني والعربي والإسلامي، وهذا ما نعرفه على المملكة أنها الدولة العربية الشقيقة الكبرى التي تحمل قضايا وهموم العرب والمسلمين".