بعد مرور تسعة أشهر على تعيين الأمير عبدالله بن مساعد رئيسا عاما لرعاية الشباب، لا أرى حراكا حقيقيا ملفتا للتغيير والتطوير في الرئاسة أو في اللجنة الأولمبية أو في اتحاد كرة القدم أو حتى في رابطة دوري المحترفين.
تسعة أشهر مدة كافية جدا لبدء التحرك والانطلاق نحو آفاق أوسع في مجال العمل الشبابي والرياضي وإن كنت من مؤيدي فصل "رعاية الشباب" عن العمل الرياضي التنافسي الذي يقود إلى تحقيق منجزات وبطولات وطنية في المحافل القارية والدولية.
تسعة أشهر والرابطة هي الرابطة، والاتحاد هو الاتحاد، واللجنة هي اللجنة، والموازنات هي الموازنات، والموظفون والمديرون والوكلاء هم كما هم، لم يحدث التغيير إلا في أضيق الحدود، وهذا يدل على أن الرئيس العام واجه مشكلة حقيقية في إحداث النقلة النوعية السريعة في جهاز كبير وحساس مثل "رعاية الشباب".
وكي يكون الطرح إيجابيا فإنني سأسهم في لفت انتباه الرئيس العام إلى بعض الأمور التي أعتقد أنها في حاجة إلى تركيز وعمل، خصوصا أن الملفات التي أمام سموه كثيرة ومعقدة، وتحتاج مدة أطول للبحث والتحري وإصدار القرارات المناسبة.
مهم جدا أن يتحول مسمى الرئاسة إلى شيء يتعلق بالرياضة، فلا يزال المسمى الرسمي للمنظومة لا يوحي بأي شيء يتعلق بالرياضة فالاسم "الرئاسة العامة لرعاية الشباب"، يتحدث عن رعاية الشباب ولا يتحدث عن مزاولة الرياضة أو التنافس الشريف أو الاتحادات الرياضية، وبالتالي فان تغيير المسمى أعتقد مهم جدا في المرحلة المقبلة، سواء بترقية الرئاسة إلى وزارة كتنظيم أو بقائها، المهم أن يكون الاسم له علاقة بالرياضة مع وجود كلمة "SPORT".
النقطة الأخرى هي إعادة تشكيل الاتحادات الرياضية غير اتحاد كرة القدم، وفق لوائح رياضية جديدة موديل 2015، وليست لوائح مكتوبة قبل 25 سنة، فهذه الاتحادات في حاجة إلى دماء رياضية جديدة، ومن أشخاص عملوا في الأندية ويعرفون صعوباتها وظروفها، وأنت يا سمو الأمير قلت إن الفكر أهم بكثير من المال، وهذا ما تحتاج إليه هذه الاتحادات.
أما اتحاد كرة القدم، فهو يعيش منذ تسعة أشهر حالة ارتباك شديدة مع نفسه ومع المجتمع الرياضي، فهو في "قلق" عقد جمعية عمومية من عدمها، ويجب إنهاء هذا الملف بأسرع وقت ممكن، وإكمال تشكيل اللجان، وأيضا في "عدم رضا" من قبل المجتمع الرياضي على أداء لجانه ومخرجاته وحكامه، وهنا لا بد من تفعيل دور الشراكة بين الرئاسة واتحاد الكرة من خلال اللائحة الخاصة التي أصدرها فيفا بخصوص الاتفاق المعياري بين الاتحاد والجهة الرسمية الحكومية المعنية بالرياضة.
المهم في أمر اتحاد الكرة هو المنتخب الوطني الذي هو الواجهة لكل الألعاب وشيخ الإنجازات، وهذا المنتخب يحتاج عناية ورعاية خاصة من سموكم "كدعم" ليسير على الطريق الصحيح للوصول إلى مونديال 2018، وهو المنجز الذي سنفتخر به جميعا بإذن الله، وليس من المعقول أن يعيش المنتخب السعودي الأول من دون مدرب أكثر من خمسة أشهر على الرغم من أهمية وحساسية المرحلة!
هناك ملفات صغيرة كثيرة مثل: تطوير أعمال الرابطة وتسليمها إلى الأندية لإدارتها بالطريقة التي تراها، وجاهزية الملاعب والصالات الرياضية، وتطوير آلية العمل الإداري الرياضي من خلال مكاتب رعاية الشباب، وتطوير الاستثمار الرياضي، انتهت مساحة المقال وللحديث بقية.