عد فلكي سعودي تقويم أم القرى تقويما مدنيا وضع لتسهيل حياة العامة، وليس تقويما يعتمد عليه للأخذ بمسائل رؤية الأهلة، فهو يعتمد على معيارين، هما الاقتران قبل غروب الشمس وظهور القمر بعد غروب الشمس ولو بثوان على أفق مكة المكرمة.
وأشار عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك المهندس عبدالله العياضي في محاضرته "أهلة الشهور" مساء أول من أمس في أحمدية آل الشيخ مبارك في الأحساء، إلى ضرورة التثبت عند الاستهلال لمرات عدة لأن الهلال عندما يرى بالعين المجردة يبقى لفترة يتيقن المشاهد من رؤيته ولا يومض ثم يغيب. وأبان في المحاضرة التي أدارها الدكتور نايف آل الشيخ مبارك، بأن السنة القمرية تفرق عن السنة الشمسية 11 يوما، وهذا يعمل على تحرك عبادات الإنسان على مر السنين، فلا يكون رمضان في الصيف فقط أو في الربيع فقط ولا يكون الحج في الشتاء فقط وهكذا لكي يشاهد ويشعر الإنسان بحركة الأفلاك والكون.
واستعرض العياضي نظريات نشأة القمر، التي من بينها تكون القمر من سحابة الغاز والغبار التي تكونت منها الأرض ونظرية تكون القمر لاصطدام جسم آخر بالأرض، ويؤيد تلك النظريات أن مكونات القمر هي مكونات الأرض ويستفاد من مكونات القمر تحديد أعمارها بشكل دقيق، وأن عمر الهلال يبدأ من ولادته فلكيا "نقطة الاقتران"، وأن مكث الهلال هو فترة بقائه فوق الأفق بعد غروب الشمس، ولكي يمكن رؤية الهلال لا بد أن يتجاوز نقطة الاقتران ليصنع زاوية مع الشمس تكفي لرؤيته، أي أن عمره لا بد أن يصل إلى مقدار معين وكذلك مكثه لا بد أن يستغرق فترة معينة بعد غروب الشمس.
وشدد على أن حركة يومية بسبب دوران الأرض حول نفسها ينتج عنها شروق القمر وغروبه بموازاة الفلك الاستوائي وتغير مكانه من يوم لآخر بسبب دوران القمر حول الأرض.
وأبان بأنه يبدو القمر هلالا عند غروب الشمس من جهة الغرب في بداية الشهر القمري "هلال بداية الشهر" ويرتفع القمر شرقا كل ليلة فيزداد الحجم المضاء منه حتى يشمل كامل القرص "بدر" فيشرق من جهة الشرق عند غروب الشمس، ويبدأ حجم الجزء المضاء من القمر بالنقصان بعد مرحلة البدر وكلما نقص أكثر تأخر وقت شروقه أكثر عن وقت غروب الشمس، ويعود القمر هلالا "كالعرجون القديم" يشرق قبل شروق الشمس من جهة الشرق "هلال نهاية الشهر".
وأضاف أنه لكي يرى الهلال لابد أن تتكون زاوية تكفي لرؤية الجزء المضاء منه ولا بد من مكثه فترة تكفي بحيث يضعف ضوء الشمس الذي يعيق رؤية الهلال، وتختلف تلك القيم قليلا باختلاف المعيار وبحسب الآلة المستخدمة، لافتا إلى أنه تبدأ رؤية الهلال على سطح الأرض من النقطة التي يصنع فيها الهلال زاوية ويمكث فيها الهلال مدة تكفي لرؤيته وتختلف هذه النقطة كل شهر، وأن المناطق التي تقع غرب تلك النقطة مباشرة يمكن أن ترى الهلال بشكل أوضح لأن الليل يأتيها لاحقا و يكبُر معه الجزء المضاء من الهلال.