تفاعل وزير التعليم الجديد الدكتور عزام الدخيل سريعا بعزيمة كبيرة على التغيير والتطوير في مفاصل حيوية مهمة بشكل عام لمصلحة التعليم، لا سيما على صعيد مشكلات المعلمين والطلاب والمباني، وهو شأن كل المواطنين والمقيمين، لكنني سأركز على الجانب الرياضي الذي يعد من أوليات ما نختص به ضمن المشاريع المهمة جدا في بناء الرياضيين منذ الصغر.
ومنذ ثلاثة عقود و"الرياضة المدرسية" تعاني الاعتلال، قبل أن تعود في الست سنوات الماضية على نطاق محدود وببطء شديد بسبب السلبيات المتراكمة لا سيما على صعيد البنية التحتية.
وفي منتصف الأسبوع الماضي صافحنا وزير التعليم الجديد الدكتور عزام الدخيل بمؤتمر غاية في الأهمية بوجود الرئيس العام لرعاية الشباب ورؤساء الاتحادات الرياضية وبمشاركة إعلامية مقننة.
والوزير عزام أعرفه جيدا في مجال الإعلام من خلال تعامل إداري في الشركة السعودية للأبحاث والنشر سنوات عدة، وهو نتاج القطاع الخاص المتمرس وإدراكه عميق بالإعلام وأهميته على الصعد كافة، كما أنه رياضي مثالي في تعاطيه مع سمات الرياضة وأهميتها في المجتمع.
والأهم في هذا المقام مخرجات هذا المؤتمر المشترك مع رعاية الشباب بما يبشر بعمل كبير مستند إلى دراسات استكمالية وباستراتيجية تعزز في تفاؤلنا بنقلة رياضية وتعليمية متطورة جدا، من خلال الخطة الاستراتيجية إلى عام 2018 بشكل أولي على اعتبار أن الخطة بدأت العام الماضي.
ومن خلال تغطية "الشرق الأوسط" وبرنامج "كورة" أثق أننا مقبلون على نقلة مختلفة متى تم التعامل إيجابيا مع معطيات المشروع.
وفي هذا الصدد، عبرت وزارة التعليم عن رؤيتها نحو الريادة في نظام الرياضة المدرسية ورسالتها التي تذهب إلى توفير بيئة مدرسية محفزة تقدم الخبرات التعليمية الإيجابية لتسهم في تعزيز الصحة وزيادة المشاركة الرياضية وتحقيق التميز في الأداء والوصول إلى المستويات العالمية.
ويتوسع المشروع إلى تطوير كرة القدم وألعاب القوى وكرة السلة واليد والطائرة والجودو والجمباز والكاراتيه وكرة الطاولة في التعليم العام، وألعاب أخرى.
وفي كرة القدم الفئة المستهدفة نحو 60 ألف طالب ينتمون إلى 420 مدرسة، ويشرف عليهم 420 معلما في التربية البدنية و12 مشرفا تربويا متخصصا في التربية البدنية وبمشاركة 12 إدارة تعليمية حاضرة في 12 منطقة في البلاد.
وفي ألعاب القوى الفئة المستهدفة 150 مدرسة و5 آلاف طالب بمشاركة 80 معلما وستة مشرفين تربويين، تقام في ست إدارات تعليمية، وسيقام مهرجانات في سبع مناطق عبر 71 مدرسة بمشاركة 1050 طالبا.
أما كرة السلة فإن المدارس المستهدفة 80 مدرسة و3700 طالب بمشاركة 80 معلما و12 مشرفا تربويا وأكثر من عشر إدارات تعليمية موزعة على المناطق.
والحال نفسه لتطوير ألعاب الكاراتيه وكرة اليد والجودو وكرة الطاولة والسباحة والجمباز والتايكوندو، باستهداف أكثر من 10 آلاف طالب في شتى المناطق.
وأشارت الدراسة إلى أن نظام تطوير الأداء الرياضي طويل المدى يحتم على الرياضي الالتزام بعدد 10 آلاف ساعة من التدريب للوصول إلى أعلى مستوى في الأداء خلال عشر سنوات. وسيواكب هذا المشروع دروسا في التربية البدنية.
وتذهب استراتيجيات الرياضة المدرسية المقررة إلى تغيير المدركات الخاطئة وبناء حوكمة ذات كفاءة وفاعلية تامة وتطوير مسارات مهنية للمعلمين والمشرفين والمدربين وتعزيز المشاركة في الرياضة المدرسية، وإيجاد سلوك نمطي لحياة صحية نشطة، وقبل ذلك تهيئة المرافق الرياضية اللازمة.
كل الأماني بأن تتعاظم نتائج هذه الشراكة بين "التعليم" و"رعاية الشباب" لمصلحة شبابنا ورياضيينا لخدمة وطننا الغالي، آملين أن يتخلص الوطن من خطر كثرة الوعود. وبدورنا سنراقب عن كثب ونواكب الأحداث والتطورات إيجابها وسلبها.