"السادة متجر "ويتروز"... أكتب لكم أنني استخدمت الصلصة البنيّة من ماركة "ويتروز الأساسية" في سندويتشي ذلك الصباح، وقمت بسؤال والدي: ما هي الصورة على ملصق العبوة؟ والدي لم يستطع معرفتها وكذلك أنا!"

لم تكن هذه سوى رسالة الطفل "هاري ديفريل" ذي السبع السنوات الذي لم تعجبه صورة الملصق على عبوّة الصلصة التي يستخدمها دوما، وهي للحقيقة صورة أقل ما يقال عنها إنها غير جذابة أو جميلة! بيد أنه لم يقف عند حد الاعتراض، بل واصل رسالته وقال فيها: "تقول لي أمي إنني أجيد الرسم، لذلك إذا رغبتم أن أرسم لكم صورة جديدة للملصق فإنه يسعدني ذلك، تحياتي (هاري ديفريل)".

شجع والدا "هاري" على أن يوصل رسالته التي خطها بيده إلى المتجر القريب من منزلهم، لكنهما لم يتوقعا الاستجابة السريعة لذلك! إذ وبعد بضعة أسابيع وصل الرد من إدارة المتجر بشكر "هاري" وتقديم عرض له لتصميم ملصق جديد لمنتجهم المعروف.

وبالفعل تشجع الطفل "هاري" ورسم بنفسه ثلاث رسمات مختلفات من وحي استخدامه اليومي للصلصة البنيّة في طعامه، بعد ذلك اختار فريق التسويق بالمتجر الرسمة المحتوية على اللحم المقدد والخبز المحمص والنقانق والبيض المقلي والعدس وكلها من الأطعمة التي تناسبها الصلصة البنيّة، وفي الحقيقة أن نظرة محايدة لكلا التصميمين القديم والجديد تجعلك تخرج بأن التصميم الجديد أفضل وأجمل من سابقه بمراحل.

وبغض النظر عن أن المتجر البريطاني حقق دعاية مجانية له من هذه القصة اللطيفة التي خلفت أثرا إيجابيا على جمهور زبائنه وعلى الجمهور العام، إلا أن بيت القصيد هنا أن أباً وأمًّا شجعا طفلهما الصغير على التعبير عن رأيه، بل وشجعاه -أيضاً- على طرح الحلول، وليس فقط التذمر وبث الشكوى دون فائدة كما يفعل أغلبنا، وحقق ما يتمناه في النهاية: عبوة صلصة لذيذة وجذابة كذلك.