تذمر أهالي حي العروبة في سهلان وحي النهضة بمحافظة طريب من تنفيذ مشروع حظائر الأغنام أمام المنازل في ظل الكثافة السكانية في تلك الأحياء والمخططات السكنية المجاورة، وقالوا إنه ربما يتسبب في الأمراض والأوبئة، كما أنه أقيم أسفل أبراج الضغط العالي وربما يدفعهم إلى الرحيل عن منازلهم التي تكبدوا في بنائها مبالغ طائلة.

نداء المواطنين

يقول المواطن عايض القحطاني: "بعد أن كان سباق السكان على الأراضي التي يكون بها أحياء راقية تتوافر فيها كل الخدمات التي تهمهم، فوجئنا بأن بلدية طريب حولت وسط الأحياء إلى مسلخ وسكن للعمال وساحة بيع للأغنام ومحال تجارية ولم نعترض على هذه الخدمة كونها لا تشكل الضرر الأكبر على الرغم من مخالفتها لوقوعها داخل النطاق العمراني".

وأضاف القحطاني: "البلدية اعتمدت في وقت سابق مخطط النهضة ثم اعتمدت مخطط سوق الأغنام والحظائر من دون مراعاة للمخطط السكني المعتمد".

ويشير القحطاني إلى أن هناك معضلة كبرى تنذر بكارثة بيئية تشكل خطرا على السكان وهي وضع البلدية حظائر أغنام وسط الأحياء، رغم قرار لجان اطلعت على هذا الأمر وأشارت إلى أن هناك ضررا في حالة وجود حظائر أغنام.

ويضيف المواطن مبارك ظافر الذي يقع منزله بالقرب من مشروع حظائر الأغنام: "مشروع الحظائر يهدد الصحة العامة وأقيم فوق عدد من المقابر وتقدمت بشكوى للجهات وشكلت لجنة ووقفت على المشروع ورأت أن هناك ضررا على المواطنين منه، لكن البلدية تجاهلت كل هذه اللجان وشرعت في تنفيذ المشروع من دون مراعاة مصالح الناس وصحتهم".

وأوضح المواطن سعيد مشبب القحطاني أنهم يعيشون في ترقب من هذا المشروع، وقال: "سيتسبب المشروع في نزوحنا عن المنطقة التي خسرنا أموالا طائلة في سبيل الاستقرار والسكن فيها، وكان من المفترض على البلدية أن تقف بجوار المواطن وتطور الأحياء التي يقطنها مئات الأشخاص، وعدم مضايقتهم بمثل هذه المشاريع التي تتسبب لهم أضرارا جسيمة".

وأضاف القحطاني أن البلدية لم تلتزم بمخطط السوق المعتمد الذي أعدته بلدية طريب واعتمدته أمانة عسير عام 1428، حيث قام رئيس البلدية الجديد بوضع مشروع حظائر أغنام لم يكن معتمدا ضمن مخطط السوق المعتمد وتنفيذ دراسات المشروع أشبه بالعشوائية كونها وسط الأحياء ومضرة بالسكان ولجان حذرت من ضررها وتقع تحت شبكة أبراج الضغط العالي الموصلة من خميس مشيط إلى محطة توليد طريب، كما أن المشروع نفذ داخل النطاق العمراني، وتفترض الاشتراطات الصحية أن يكون خارج النطاق العمراني.

حماية البيئة

فيما أوضح مصدر من الأرصاد وحماية البيئة لـ"الوطن" أن البلدية لم تنسق معهم في وضع المسلخ أو مشروع حظائر الأغنام، مشيرا إلى أنه أعد تقريرا مفصلا يشمل كل الاشتراطات البيئية وستخرج نتائج المحضر بعد صدوره من جهات الاختصاص في هيئة الأرصاد وحماية البيئة.

في المقابل، أكد رئيس المجلس البلدي سعود بن جديع لـ"الوطن" أن الأهالي تقدموا للمجلس بشكوى ووجهنا خطابا لرئيس البلدية، أشرنا فيه إلى شكوى الأهالي الذين يتذمرون من قيام البلدية بوضع المشاريع المضرة أمام أملاكهم وبجوار مخطط النهضة المعتمد وإقامة حظائر أغنام أمام منازلهم.

وأضاف أن هناك لجنة مشكلة من المحافظة والمحكمة والبلدية، أعدت محضرا في هذا الموضوع بنقل حظائر الأغنام، لأن الموضوع يشكل ضررا على المواطنين، مشيرا إلى أن رئيس البلدية طالب المجلس بالتوقيع على المشروع لرفعه إلى أمانة المنطقة إلا أنه تحفظ في التوقيع عليه، كونه يضر بالإنسان والمكان.

مشروع معتمد

من جانبه، قال رئيس بلدية طريب سعيد الشهراني: "نحن نعمل في مشروع معتمد وإن تجاوز في بعض المواقع من المخطط المعتمد فيعتبر في أراضي حكومية تتبع للبلدية".

وأضاف :"أما بالنسبة للمواطنين المتذمرين فإذا رجعت لحدود المخطط فهم متجاوزين أصلا، والمخطط المعتمد أراضي حكومية والناس تجاوزوا عليها ودخلوا عليها بعد إطلاق المشروع، فهم الداخلين على المشروع والمؤذين له"،وطالب رئيس البلدية بزيارة "الصحيفة " للوقوف على المشروع.

خطر كهرباء

وبدوره، أوضح رئيس القطاع الجنوبي للكهرباء المهندس ناصر الشريف بأنه يمنع منعا باتا البناء تحت أبراج الضط العالي، ومسارات الضغط العالي أخذت من البلديات ولها مسافات أمان محددة وبعيدة.

وقال:" إقامة أي مشروع تحت الشبكة قد يكون عرضة للخطروبالتالي إقامة أي مشروع أين كان تحت الضط العالي يكون تحت التأثير، فما بالك بالأنفس سواء كانت بشرية أو حيوانية، ونحن لانسمح بذلك وعندنا دوريات تمسح من فترة الى فترة، ودائما نطالب الجهات خصوصا البلديات لأنها هي التي تمنحنا حق المرور".

وأضاف:" بالنسبة للخطوط يعد البناء تحتها مخالفة، ونحن لانسمح أبدا لأي مشروع أن يقام تحت الضط العالي، ونطالب البلديات بالتعاون معنا فهي التي سلمتنا هذه المواقع ومن المفترض ألا تسمح بأي إنشاء سواء خاص أو عام لأن هذا يتعلق بسلامة الناس".

وعلمت "الوطن" أن كهرباء طريب وجهت خطابا إلى جهات عدة ذات علاقة من بينها البلدية، مشيرا إلى أن مشروع الحظائر الذي يتم إنشاؤه حاليا بجوار مسلخ البلدية، ونظرا لأن المبنى وضع تحت شبكة أبراج الكهرباء فهو يشكل خطرا بالغا يهدد الأرواح والممتلكات، مطالبا بإيقاف المقاول عن مواصلة العمل وتكليفه بتحقيق نسبة الأمان وذلك حفاظا على السلامة العامة واستمرار الخدمة الكهربائية لدى الجميع.