ظروف قاسية وأجيال يتعلمون على مقاعد الحياة لا مقاعد الدراسة، ومرضى ومصابون بدون علاج، وأسر تعيش في ظلام دامس، وطرق صخرية وعرة.. هذه حال سكان محافظة هروب "100 كيلومتر شرق منطقة جازان".

وفيما تشكو المحافظة التي يتجاوز عدد سكانها الـ 75 ألف نسمة غياب خدمات عدة، أكد المحافظ أحمد المطلق أن هروب متأخرة عن ركب التنمية مقارنة بالمحافظات الأخرى.


البحث عن العلاج

تعاني محافظة هروب من قلة الخدمات الصحية، فالمركز الصحي المناوب الوحيد الذي يخدمها والمراكز التابعة لها لا يفي بالغرض، ناهيك عن قلة الكوادر التمريضية، ما يجعل الأهالي يبدؤون في رحلة البحث عن العلاج ويضطرون للمغادرة إلى المحافظات الأخرى، ورغم استحداث ثلاثة مراكز صحية في كل من الصهاليل ومنجد وضيعة العزين إلا أنها تعجز عن تقديم الخدمات الصحية المتكاملة، وتعاني القصور وشح الكوادر التمريضية.

يقول عضو المجلس المحلي يحيى الهروبي إن محافظة هروب تفتقر إلى المنشآت الصحية المتقدمة، إذ لا يوجد فيها مستشفى، ورغم وجود أرض مملوكة للصحة لمشروع مستشفى هروب العام منذ سنين عدة إلا أنها لم تشفع لتحقيق الحلم الذي لا يزال ينتظره الأهالي. وأضاف أن المرضى يقطعون مسافات طويلة للحصول على العلاج، ومنهم من يضطر للبقاء على فراشه لعدم مقدرته على الذهاب للمستشفى إما لبعد المستشفيات عشرات الكيلومترات وإما أن بعضهم لا يجد وسائل التنقل.

وأبان أن كثيرا من المرضى يعانون الأمرين، فمثلا مرضى الفشل الكلوي يقطعون مسافات طويلة شبه يوميا ليتمكنوا من الغسيل، وهناك الحالات المرضية الأخرى وكذلك إصابات الحوادث والحالات التي يتطلب الموقف العلاج السريع، مطالبا بسرعة إنشاء مستشفى هروب العام للحاجة الماسة إليه.


قرى بلا مدارس

ينعدم في عدد من القرى بمحافظة هروب وجود المدارس، كقرى الثاهر والرصعة وصيهد وحسيد وإلسفار والسبطة والخليلة، وتبعد مدارس البنات عن هذه الأحياء عشرات الكيلومترات، ويضطر أولياء الأمور إلى استئجار نقل خاص على حسابهم.

وطالب المواطن سلمان يحيى بضرورة افتتاح مكتب للتعليم وإنشاء مدارس تخدم أبناء هذه القرى، مشيرا إلى أن سكان قرى البازخ والفقارة ونعمة ونامرة ومزار لا توجد لديهم مدارس ثانوية سواء للبنات أو البنين، فيكتفون من التعليم بالمراحل المتوسطة أو الهجرة من بيوتهم لمواصلة التعليم.





طرق وعرة

لا تزال الخدمات البلدية لا ترتقي إلى المستوى المأمول أو ما يطمح إليه أهالي محافظة هروب، فغالبية المشاريع لم تر النور وبعضها متعثر كطرق ومشاريع درء أخطار السيول وغيرها.

مفرح الصهلولي يشير إلى أن الطريق العام الرابط ما بين الرمايد والهياج والجشاء إلى محافظة هروب متعثر، وأن بعض القرى كالجشاء والهياج والرمايد ووادي صبياء وانعام والضحي والقطعاء تحتاج إلى أعمال البلدية، وأن المواطنين يقومون بصيانة طرقهم الوعرة والخطيرة لا سيما وقت هطول الأمطار، إضافة إلى تعثر مشروع طريق هروب العيدابي ومشروع طريق الصهاليل ومشروع طريق الدربة وأيضا طريق هروب منجد، فيما طال انتظار الأهالي لتقديم الخدمات لهم كإنشاء جسور وعبارات بالطرق وتعثر كثير منها، وقام مواطن بإنشاء جسور حديدية تعبر أحد الأودية ليتمكن الأهالي من العبور بمركباتهم.

وقال المواطن علي صهلولي إنه قام بإنشاء جسر حديدي يعبر وادي جوة شهدان على نفقته الخاصة يخدم أكثر من 12 أسرة، وأوضح أن الجسر كلفه أكثر من 150 ألفا.

وفي قرية الرهماء طالب الأهالي بإنهاء معاناتهم في إنشاء عبارة بالوادي الذي يفصلهم عن الطريق العام، مشيرين إلى أن مشروع الطريق البديل للقرية لم يصل إلى القرية منذ سنوات. كما أكد المواطنون أن القرية لم تحظ بأي اهتمام من قبل البلدية، خاصة الأسفلت والإنارة.


ظلام دامس

مئات الأسر في محافظة هروب لا تزال تعيش تحت الظلام الدامس كجبال الفقارة والبازخ وجبل نعمة، إذ خدمات الكهرباء لم تصلهم بعد، ويقضون حياتهم باستخدام المواطير والفوانيس. وعبر المواطنون عن استيائهم من تأخر إيصال الكهرباء لهم طوال هذه السنين، مطالبين بأن تزود تلك الجبال والقرى بالكهرباء.


نقص الخدمات

نقص الخدمات هاجس يؤرق كل مواطن، فعدد من المشاريع والخدمات والدوائر الحكومية لا تزال ينتظرها الأهالي وتفتقدها محافظة هروب، منها المستشفى العام، ومكتب للضمان الاجتماعي، وشعبة للمرور، ومكتب للتربية والتعليم، وفرع لإسعاف الهلال الأحمر، وفرع لمصلحة التقاعد، وقطاع للرعاية الأولية الصحية، وفرع للزراعة، وكذلك المياه وكتابة عدل، وهيئة التحقيق والادعاء العام، ومكتب للأحوال المدنية، وفرع لصندوق التنمية الزراعية، ولجنة التنمية الاجتماعية الأهلية، وزيادة أبراج الاتصال، ومكتب للبريد السعودي، وفروع للبنوك والصرافات الآلية، وفرع للغرفة الصناعية التجارية، وزيادة مراكز للشرطة، ومكاتب للخدمات البلدية في المراكز التابعة للمحافظة، وخدمات بلدية أخرى كمسلخ بلدي ومجمع حضري وساحات بلدية وملاعب للشباب وغيرها من الخدمات والمشاريع. وناشد الأهالي الجهات المعنية بزيارة تفقدية لمحافظة هروب للاطلاع على هذا الجزء الكبير من المنطقة الذي ينتظر يد النماء والعطاء، وإعلان حزمة من البشائر في اعتماد عدد من المشاريع والخدمات التي ينتظرها الأهالي منذ سنوات طويلة.

من جانبه، أكد محافظ محافظة هروب أحمد المطلق أن المحافظة متأخرة عن ركب التنمية مقارنة بالمحافظات الأخرى، وينقصها كثير من الخدمات الضرورية والمهمة، لا سيما مستشفى عام وبعض الدوائر الحكومية والخدمات البنكية والاتصال والطرق وغيرها. وأوضح أن المحافظة ناقشت كثيرا من الخدمات، وتم الرفع بها إلى الجهات المعنية، كما تمت مناقشة العوائق ومحاولة تذليل كل الصعوبات التي تواجه تنفيذ أي مشروع، مبشرا الأهالي بأن جبال هروب مقبلة على عدد من المشاريع التنموية التي تصب في خدمة المواطن، والتي يتم العمل بها حاليا كالخدمات البلدية والطرق وغيرها، والمستقبلية التي ستشهدها المحافظة قريبا.