ما زال زملاء وأصدقاء طاقم الطائرة التي سقطت ليل الاثنين الماضي في قاعدة مدينة الملك خالد العسكرية، يعانون صدمة فقدهم لزملائهم، نظرا لما يتمتعون به من قرب للجميع في العمل وخارجه.
وكشف العقيد طيار فهد السهلي، في تصريح إلى "الوطن" أمس، أنه فقد أربعة من خيرة الرجال الذين عمل معهم، وأنه ما زال يشاهد صدمة فقدهم في وجوه زملائه لما يتمتعون به من صفات حميدة، جمعت بين الالتزام بالعمل وعمق الأخوة والزمالة. وأضاف أنه جمعه بالفقيد المقدم ركن علي العرفج كثير من المهمات، وأنه يعرفه عن قرب، وأنهم بفقده فقدوا الرجل المحبوب من الجميع من مختلف الرتب. ووصف العرفج بأنه قريب لكل الزملاء وحسن التعامل ولين الجانب، وأن كل قراراته كقائد تصب في مصلحة الجميع، فكان يقف مع أي زميل من مختلف الرتب، يستمع وينصح ويوجه، وأنه كان قريبا من الله، كثير الحث على الصلاة، لا تفارقه الابتسامة. وأضاف السهلي أن العرفج طيار مؤمن بقضاء الله وقدره، وكان يوصينا دائما بكتابة الوصية لأن الإنسان لا يعلم متى يفارق هذه الحياة.
ويقول عدد من أصدقاء الملازم أول ماجد الفيفي: كانت تجمعنا استراحة واحدة مع صديق طفولتنا ماجد الذي نعرفه عن قرب ونعرف عنه بره بوالدته وقربه من مجتمعه.
وفي هذا الصدد، يقول وليد الحربي: كنا ننتظر ماجد كعادتنا كل ليلة لنلتقي، وكان بيننا ليلة حادث سقوط الطائرة وعد بأن نلتقي لمتابعة إحدى المباريات. وأرسل لنا عبر "الواتساب" رسالة بأنه في العمل ومتى ما أنجز عمله سيحضر، لكن وافته المنية في الحادث وصدمنا جميعا بفقده. وأضاف أن ماجد كان صديقا مميزا يتمتع بعلاقات اجتماعية ممتازة مع الجميع، مؤكدا أنهم عرفوه كما عرفه أهل حي المحمدية بحفر الباطن شابا مهذبا خلوقا يعرف الجميع بره بوالدته، وحرصه على قضاء حاجاتها. وقال إن الفقيد ماجد كان يقوم بعملية ترميم لمنزل العائلة، وإنه فقد والده منذ أن كان في الصف الرابع الابتدائي في حادث سيارة.
أما رجاء الحربي صديق ماجد، فقال إنه وثلاثة من أصدقاء ماجد في طريقهم إلى مكة المكرمة لأداء العمرة عن صديقهم، بعد أن أنهوا إجراءات إسقاط قرض بنكي عن ماجد، رحمه الله.