قامت إدارة التعليم في حائل بتدشين خمسة أندية أحياء في مدارس البنات تتضمن برامج رياضية، وتشمل مرافق متنوعة وأدوات لرفع مستوى اللياقة البدنية للنساء وملاعب أطفال ومضمار مشي وملتقى نسائي، واعتمدت برامج للتخسيس والتغذية وغير ذلك، وهذه خطوة ممتازة قدمتها الإدارة كجهة معتمدة لا تعلو عليها أصوات الاحتساب التي كانت وما زالت تسعى إلى ملاحقة الأندية النسائية المؤسسة من قبل جهات أخرى في مختلف مناطق المملكة وإغلاقها بحجج لا معنى لها، كتقديم خدمات المساج أو حمامات البخار.
الجدير بالذكر، أن الآراء اختلفت بين تفعيلها كنظام إلزامي أو غير إلزامي، لكن الأهم هو إيجادها أولا ثم التعامل معها كخيار من قبل الراغبات وغير الراغبات، غير أن الرافضين الذين ليست لديهم أي وظيفة ولم تأت منهم أي منفعة سوى ممارسة الرفض كمرض مزمن تجاه أي تقدم يمكن أن يتحقق في المجتمع، وصل الأمر ببعضهم إلى الطلب من الآباء مراجعة القرار في تعليم بناتهن! وقد طال هذا الجدل دون جدوى ودون مراعاة للمصلحة العامة، فيما الإحصاءات تشير إلى أن المملكة تتقدم بقية الدول العربية في عدد "البدناء"، إذ ارتفعت بين الرجال بنسبة 30% خلال الأعوام العشرة الأخيرة، فيما تصل النسبة بين النساء إلى 37%، وهي الأعلى عالميا، مقارنة بنسبة البدناء الذكور، التي تصل إلى 29%، وحسب إحصائية نشرها الخبير د. فؤاد نيازي تفيد بأن "معدل زيادة الوزن 36.9% من إجمالي السكان في المملكة"!
من حق الفتاة والسيدة السعودية أن تعيش كإنسان في ظل بيئة صحية، بحيث تمارس الرياضة في مكان خاص، كاحتياج حضاري بعيدا عن التعقيدات والقيود، ومن الجيد أن تعتمد إدارات التعليم في كل المناطق اتخاذ مثل هذا القرار، وهذا كله سيقف أمام الذهنية المتعسفة تجاه حاجات المرأة التي قيدتها بعض الأنظمة في السابق بلا مبرر مقنع، وهذا من شأنه توفير حياة طبيعية للنساء في بلادنا، تأتي من المنطلقات نفسها التي تقاس بها حاجات الإنسان الطبيعي، كونها احتياجا وليس ابتذالا.