وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ببدء الاستفادة من المساحات التي تم الانتهاء منها ضمن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله - لتوسعة المسجد الحرام.
صرح بذلك الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس أمس، موضحا أن التوجيه الكريم يأتي في الوقت الذي يشهد فيه المسجد الحرام إقبالا كثيفا من المعتمرين والزائرين في ظل تنفيذ أعمال المرحلة الثالثة والأخيرة من مشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف. وأكد أن الرئاسة ستبادر بتنفيذ التوجيه الكريم والعمل على تهيئة الأجزاء التي ستتم الاستفادة منها، وإمدادها بالفرش والسجاد وماء زمزم والمصاحف والصوتيات والإضاءة، وكذلك الساحات المرتبطة بها، مشيرا إلى المساحات التي ستتم الاستفادة منها في مشروع توسعة الملك عبدالله للمسجد الحرام، ستضيف مزيدا من السهولة والانسيابية لقاصدي المسجد الحرام.
ورفع السديس باسمه واسم منسوبي الرئاسة وقاصدي الحرمين الشريفين الشكر والدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على فائق الاهتمام وكريم العناية، داعيا الله - تعالى - أن يجزيه خير الجزاء لقاء ما قدم ويقدم للحرمين الشريفين وقاصديهما، وأن يجعل ذلك في موازين حسناته ورفيع درجاته.
وتعد توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسجد الحرام الجاري تنفيذها حاليا بكلفة 80 مليار ريال هي أضخم توسعة في تاريخ الحرم الشريف، وتهدف إلى تطوير الحرم المكي في مختلف النواحي العمرانية والفنية والأمنية. وقسم المشروع إلى ثلاثة أقسام، الأول يهدف إلى توسعة مبنى الحرم المكي لاستيعاب مليوني مصلٍّ في وقت واحد، فيما يهدف القسم الثاني إلى توسعة وتطوير الساحات الخارجية للحرم المكي التي تضم دورات مياه، وممرات وأنفاقا. ويهدف القسم الثالث إلى تطوير منطقة الخدمات التي تعدّ أحد أهم المرافق المساندة التي تشمل محطات التكييف، ومحطات الكهرباء، إضافة إلى محطات المياه وغيرها من المحطات التي تقدم الدعم لمنطقة الحرم.
وينطلق مشروع التوسعة من حدود الجهة الشمالية للمسجد الحرام، ويضم أجزاء من الأحياء القديمة المحاذية للحرم المكي الشريف جهة أحياء المدعى والشامية والقرارة، إضافة إلى المنطقة الممتدة من حي المدعى في الشمال الشرقي من المسجد الحرام إلى حي الشامية وحارة الباب في الجزء الشمالي الغربي من الحرم الشريف. وتبدأ التوسعة من شارع المسجد الحرام شرقا وتتجه على شكل هلال حتى شارع خالد بن الوليد غربا في الشبيكة، إضافة إلى شارع المدعى وأبي سفيان والراقوبة، وعبدالله بن الزبير في الشامية، وجزء من جبل هندي إلى شارع جبل الكعبة.
ويقع المشروع على مساحة تقدر بـ400 ألف متر مربع وبعمق 380 مترا، ما يضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ويتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج، ويساعدهم في أداء نسكهم بكل يسر وسهولة. وتبلغ الكلفة الإجمالية لهذا المشروع الذي يعد أكبر توسعة للمسجد الحرام 80 مليار ريال، ومن المتوقع الاستفادة من الدور الأرضي والساحات في شهر رمضان المبارك المقبل.
وجاء مشروع التوسعة لمواكبة الازدياد المطرد في أعداد الحجاج والمعتمرين والمصلين في أوقات الذروة من العام، كما تؤدي التوسعة إلى تفريغ المناطق المحيطة بالمسجد الحرام لتسهيل حركة المصلين ورواد بيت الله الحرام، وإعطاء مزيد من الراحة والطمأنينة للمصلين، إضافة إلى تحسين وتجميل البيئة العمرانية بالشكل الذي يواكب التطور العمراني مع الأخذ في الاعتبار روحانية وقدسية المكان.
وتشمل التوسعة أحدث وأرقى النظم الكهربائية والميكانيكية ومباني التوسعة والساحات المحيطة وجسورا لتفريغ الحشود ترتبط بمصاطب متدرجة، وتلبي هذه التوسعة كل الحاجات والتجهيزات والخدمات التي يتطلبها الزائر مثل نوافير الشرب والأنظمة الحديثة للتخلص من النفايات وأنظمة المراقبة الأمنية. كما تشمل تظليل الساحات الشمالية، وترتبط هذه التوسعة بالتوسعة السعودية الأولى والمسعى من خلال جسور متعددة لإيجاد التواصل الحركي المأمون من حيث تنظيم حركة الحشود. وستؤمن منظومة متكاملة من عناصر الحركة الرأسية، إذ تشمل سلالم متحركة وثابتة ومصاعد روعي فيها أدق معايير الاستدامة من خلال توفير استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية. وتم اعتماد أفضل أنظمة التكييف والإضاءة التي تراعي ذلك. وسوف تستوعب التوسعة بعد اكتمالها أكثر من 1.2 مليون مصلٍّ تقريبا.
مناقشة نطاقات أنفاق الخدمات
مكة المكرمة: مجاهد سراج، فهد الإحيوي
ناقشت إدارة المشاريع بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في اجتماعها أمس برئاسة وكيل إدارة المشاريع المهندس محمد الوقداني نطاقات العمل في أنفاق الخدمات الجديدة وحول المسجد الحرام، والتصاريح الخاصة بمقاولي الكهرباء لبحث سبل التكامل والتنسيق فيما بينهم. وأوضح المهندس الوقداني أن هذا الاجتماع يأتي تحقيقا لتقديم منظومة متكاملة في هذه المشاريع التطويرية والخدمات التي تهدف إلى التيسير على قاصدي المسجد الحرام ليؤدوا نسكهم بكل يسر، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا قادما سيتم فيه الخروج بأفضل النتائج والتوصيات.
من جهة أخرى، صدرت الموافقة السامية على إضافة اللغة التركية ولغة الهوسا لمشروع الترجمة الفورية لخطب الحرمين الشريفين استكمالا لمشروع الترجمة الفورية لخطب الجمعة وتضاف هذه اللغات إلى اللغات السابقة وهي الإنجليزية والفرنسية والأوردية والمالاوية.