دعك من قوة جواز السفر النرويجي وعبوره للكثير من الحدود ونقاط التفتيش دون تأشيرات الدخول أو وقوف حامله لساعات طويلة، ذلك أن هذا الجواز الأحمر قد أضاف إلى نفسه ميزة إضافية جديدة مؤخرا.
إذ أعلنت مديرية الأمن النرويجية قبل أشهر عن مسابقة وطنية لتصميم جواز نرويجي جديد، هدفها إبراز معالم البلاد في الجواز، إضافة إلى تطوير خصائصه الأمنية، وبالفعل تقدم الكثير من الفنانين ودور التصميم للمسابقة، ثم أعلن في نوفمبر الماضي عن فوز دار "نوية" Neue بمنافسة التصميم الجديد الذي كان خليطا من التصميم الفني المبتكر، إضافة إلى تقنية بصرية مذهلة، تستخدم في جوازات السفر لأول مرة.
فالتصميم اعتمد في هويته على إبراز ظاهرة الشفق القطبي التي تتميز بها النرويج وتظهر بشكل واضح في شمالها، وهذا الشفق لمن لا يعرفه عبارة عن وهج متداخل من الألوان البراقة والمتنوعة التي تتماوج كمصباح حمم بركانية تتقافز في السماء! وكان التحدي يكمن في نقل هذا المشهد كما لو كان حيا، وهذا ما حدث بالفعل إذ صممت صفحات الجواز الجديد على شكل منظر نهاري طبيعي لسفح جبل يطل على الماء، ولكنه وحينما يسلط عليه قبس من الأشعة فوق البنفسجية -التي يستعملها مفتشو الجوازات للتأكد من صحة الجواز- يتحول المشهد إلى لقطة ليلية ويظهر الشفق القطبي في الصورة! وهكذا نجح مصممو الفكرة في نقلها إلى الواقع الحقيقي وإبراز أشهر ما يعرف عن مملكة النرويج، ولعلك تبحث في شبكة الإنترنت عن صور هذا الجواز الجديد لتشاهد هذه الفكرة الخلاقة بشكل أوضح.
يقول مصممو الجواز إنهم يطمحون إلى رسم الابتسامة على وجوه مفتشي الجوازات في العالم، وجعلهم يعيدون الكرة كل مرة لمشاهدة ظهور الشفق القطبي على صفحات الجواز، بيد أنني أعتقد أنهم سيرسمون الابتسامة -كذلك- على وجه كل من يشاهد أو يتعامل مع هذا الجواز!