غني عن القول إن هناك وقتا كبيرا مهدرا في حياتنا، ما زلت على قناعة أنك لن تشعر بذلك حينما تنظر إلى المسألة خلال الـ24 ساعة، إنها تبدو أكثر وضوحا حينما تنظر إليها خلال الأسبوع، تزداد وضوحا خلال الشهر، ومن ثم السنة..

أي نعم، هناك من أدرك قيمة الوقت.. هناك من استثمر الوقت المهدر.. هناك من ابتكر طريقته الخاصة به لإدارة ساعات يقظته، بل إنني أعرف من وصل إلى مرحلة متقدمة من الوعي، وبات يدير ساعات نومه!

والمضحك أننا رغم كل هذا الوقت المهدر نبخل على أنفسنا بدقائق قبل الموعد.. أي موعد.. خذ مثلا: ألا تلاحظ في المطار أناسا يسحبون حقائبهم على عجل بالكاد يتنفسون، وآخرون يتجاوزون الطابور، وفئة ثالثة تتزاحم عند "كاونترات" شركات الطيران وترتفع أصواتها.. وفئة رابعة يركضون -فعلا يركضون- باتجاه البوابات وكأنهم في ماراثون رياضي!

نعم، هذه من السلوكيات المعتاد رؤيتها في أغلب مطارات العالم، الناس يتشابهون في أخطائهم، لكنها تتجلى هنا بوضوح.. والسبب هو عدم منح الإنسان لنفسه بضع دقائق -من هذا العمر المهدر- قبل الموعد المحدد للحضور..!

قد لا تلفت انتباهك هذه الظاهرة، ولو رفعت رأسك قليلا وتأملت الناس من حولك، لأدركت أن الكثير منهم يركضون بأقدامهم ومركباتهم لأنهم متأخرون عن مواعيدهم.. بينما العلاج يكمن في استثمار دقائق قليلة جدا من هذه الدقائق الضائعة!

مرة أخرى، لدينا مشكلة كبيرة في إدارة الوقت، الوقت لا قيمة له مطلقا.. هناك ألف طريقة وطريقة لإدارة الوقت لكننا لا نتعلم، ولا نريد أن نتعلم.. حياتنا "خذني جيتك"، وبالتالي تحول كل ما حولنا إلى مضمار سباق!