بصراحة أنا أكثر شخص سعيد بقضية لون الفستان الذي أشغل مواقع التواصل الاجتماعي وشكك البعض في نظره أو إصابته بحول جراء اختلاف أجوبة الأشخاص بتحديد لون الفستان الشهير، فالبعض يراه "أزرق وأسود" وآخرون يرونه "أبيض وذهبيا"!

في البداية أود أن أطمئن الجميع أن الجن لا علاقة لهم بالموضوع، بل وأكاد أجزم أن (العفاريت) يقفون أحيانا مذهولين من تصرفاتنا (الخُنفشارية)، حيث نشر أحدهم صورة لسيارة (قرمبع) وكتب أنه يراها (رولز رويس) السيارة الفاخرة، وسيدة أخرى وضعت صورة لجبنة "كاسات" وقالت إنها تراها علبة (نوتيلا)!

ما علينا، نرجع لسبب سعادتي من نتائج الاختلاف حول لون الفستان، فالفائدة المرجوة من هذا الحدث كبيرة، بل وفائقة النتائج، فالاختلاف يا أحبة حول شيء واحد لا يعني الصح المطلق أو الخطأ المطلق، بل ما يمكن أن أراه أنا صحيحا قد يكون كذلك، لكن من زاويتي أنا وبظروفي أنا وبوضعي أنا ولا يلزم الآخرون به، وفي الوقت نفسه الطرف الآخر لا يرى ما أراه، ومع ذلك ليس من حقي إجباره على أن يرى الأزرق ذهبيا فقط لأني أريده أن يراه كما أراه!

هذا تماما ما نريد أن يفهمه المجتمع في كل شيء، في كل نقاشاتنا وخلافاتنا واختلافنا.. فلنعِ جيدا أن الاختلاف رحمة وفروقات وظروف، وأن لا ثابت إلا كلام الله وثوابته، حينها قد نعيش بسلام مع بعضنا، فالتعايش أساسه احترام الاختلاف لا التعادي بسببه، فكونك مختلفا عني بمذهبك أو لونك أو حتى قبيلتك لا يعني أن أنسى أنك شريكي في وطني، لذلك سأتقبلك كما أنت مع احترامي لرأيك ووجوب احترامك لرأيي.

خاتمة: أحتاج طبيبا فأنا رأيت الفستان إياه فوشيا مخططا أخضر!!