بعد 24 ساعة من اتهام المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، هيومن رايتس ووتش، مجموعات الحشد الشعبي بارتكاب انتهاكات ضد السنة في العراق ترقى إلى جرائم حرب، أمر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بتجميد سرايا السلام ولواء اليوم الموعود إلى "أجل غير مسمى"، ودعا كتلة الأحرار إلى توحيد "الصف وكتابة ميثاق سياسي" مع بقية الكتل، فيما أبدى استعداده للتعاون من أجل كشف المتورطين في مقتل الشيخ قاسم سويدان.

وقال الصدر ردا على استفتاء من أحد أتباعه حول حادثة مقتل الشيخ قاسم السويدان والميليشيات "كبادرة حسن نية أتمنى أن تكون بداية تأسي الآخرين، أعلن عن تجميد لواء اليوم الموعود وسرايا السلام وجهات أخرى إلى أجل غير مسمى".

وأضاف أن "على كتلة الأحرار العمل على توحيد الصف السياسي وكتابة ميثاق سياسي مع بقية الكتل حتى لا تراق الدماء في العراق، فيحقن الدم الشيعي والسني والمسيحي والصابئي وغيرها على حد سواء".

وأعرب الصدر عن "استعداده للتعاون مع الجهات المختصة من أجل كشف المجرمين الذين قاموا بهذه الجريمة النكراء".

وشكلت سرايا السلام من الصدر، لتنضم إلى ما يعرف بالحشد الشعبي، لمواجهة تنظيم داعش، ونتيجة بروز ممارسات من بعض عناصر الحشد جمد الصدر نشاط سرايا السلام.

إلى ذلك، رحبت أوساط سياسية بخطوة الصدر ووصفتها بأنها تخدم المصالح الوطنية وتأتي في إطار السعي لحصر السلاح بيد الدولة.

في هذا السياق، قال المحلل السياسي حسين رشيد لـ"الوطن": "خطوة زعيم التيار الصدري جاءت في الوقت المناسب للتخفيف من الاحتقان الطائفي الذي شهده الشرع العراقي خلال الأيام الماضية، وأرى من المناسب أن تتبنى الفصائل المسلحة الأخرى المنضوية ضمن الحشد الشعبي الموقف نفسه، والانضمام إلى قوات الحرس الوطني".

ويشارك التيار الصدري في الحكومة الحالية بعدد من الوزارات فضلا عن منصب نائب رئيس الوزراء ويشغله بهاء الأعرجي، وله 28 مقعدا في مجلس النواب ضمن كتلة الأحرار المنضوية ضمن التحالف الوطني الذي يضم أحزابا وقوى شيعية، وينتمي إليه رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي.

إلى ذلك، باشر العراق والأردن تنفيذ الاتفاق الأمني المبرم بين البلدين، فيما أبدت بغداد رغبتها في انضمام دول عربية إلى الجهد الإقليمي المشترك لمحاربة الإرهاب لتوفير فرص ضمان استقرار أمن المنطقة.

وقال سعد الحديثي المتحدث الرسمي باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي لـ"الوطن:" إن "فقرات الاتفاق الأمني بين العراق والأردن تتعلق بضبط الحدود وتبادل المعلومات فضلا عن تشكيل لجان مشتركة تضم ممثلين عن وزارتي دفاع البلدين لتعزيز التعاون في المجالات كافة لمكافحة الإرهاب"، مضيفا أن الحكومة العراقية "تتطلع إلى أن يكون اتفاقها مع الأردن خطوة في اتجاه ضم مصر ودول الخليج إلى تجمع إقليمي، يأخذ على عاتقه مكافحة الإرهاب في المنطقة".