شنَّ رئيس الحكومة اللبناني الأسبق سعد الحريري هجوماً لاذعاً على حزب الله، ودعاه في كلمته بمناسبة الذكرى العاشرة لاغتيال والده رفيق الحريري التي أحياها اللبنانيون أول من أمس، إلى الانسحاب من سورية، عادّا هذا التدخل "جنوناً استجلب الجنون الإرهابي". وقال "سبق وقلنا لحزب الله إن دخوله الحرب السورية هو في حد ذاته جنون، استجلب الجنون الإرهابي إلى بلدنا، واليوم نقول له إن ربط الجولان بالجنوب هو جنون أيضاً، وسبب إضافي لنكرر ونقول: انسحبوا من سورية. يكفي استدراجا للحرائق من سورية، مرة حريق من الإرهاب، ومرة حريق من الجولان، وغدا حريق لا أعلم من أين".

وخص الحريري رأس النظام السوري بشار الأسد بنصيب وافر من انتقاداته، عندما قال "الأسد تمكّن من تكسير بلاده على رؤوس السوريين، وأجهز جيشه وحلفاؤه من تجار الحروب الأهلية على أكثر من نصف مليون ضحية، ونجح في تشريع الحدود لانتشار قوى التطرف والضلال، وتهجير 10 ملايين مواطن سوري يهيمون على مأساتهم في مشارق الأرض ومغاربها، ومن يعول على التعامل معه هو واهم". ومضى بالقول "بكل وضوح، لن نعترف لحزب الله بأي حقوق تتقدم على حق الدولة في قرارات السلم والحرب، وتجعل من لبنان ساحة أمنية وعسكرية، يسخّرون من خلالها إمكانات الدولة وأرواح اللبنانيين لإنقاذ النظام السوري وحماية المصالح الإيرانية".

وأشاد بالحوار الذي يجمع تيار المستقبل وحزب الله، وقال "الحوار بكل بساطة هو حاجة وضرورة في هذه المرحلة، وهو حاجة إسلامية لاستيعاب الاحتقان المذهبي الذي لم يعد من الحكمة التغاضي عنه، وهو ضرورة وطنية لتصحيح مسار العملية السياسية وإنهاء الشغور في الرئاسة".

في سياق منفصل، أكدت مصادر صحفية أن الرئيس تمام سلام الذي ساءه الوضع بين الوزراء، لوح باحتمال تقديمه استقالته إذا لم يتغير الوضع الحالي، وقال لبعض زواره "إذا غيروا مواقفهم من التوافق، فأنا مستعد للتخلي عن منصبي". وردت مصادر سياسية وسطية بالقول إن سلام يعلم أنه بتخليه عن منصبه يستدرج الفراغ إلى الحكومة، في ظل عدم وجود رئيس جمهورية يمكن أن يقبل استقالته، أو يعيد تكليفه، أو تكليف سواه، بعد إجراء الاستشارات النيابية الملزمة، ما يعني أنه يهدد بالاعتكاف وفي كل الحالات هو يدرك بأن لا غنى عن وجوده.

من جهة أخرى، أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع أن حزب الله وداعش وجهان لعملة واحدة، وأن وجود الواحد منهما يُغذّي الآخر من الناحية الموضوعية حتماً، حتى لو كانا في حالة قتال. وطالب في تصريحات صحفية الحزب بالخروج من سورية "لتفادي تبعات القتال الدائر هناك وكل ما يستجلبه علينا من ويلات".

وأكد جعجع أن إيران تُشكِّل عقبة أمام وصوله إلى الرئاسة "لأنه لن يكون لها هذا النفوذ الكبير، الموجود حاضرا، في لبنان"، خصوصا أنها بدأت تتقهقر في المنطقة، ففقدت في سورية نظاما كان بأكمله مواليا لها وهو يسيطر بالكاد اليوم على بعض المناطق.