لا شك أن الشباب هم عُدة الحاضر وأمل المستقبل. هم رهان الصعاب وجلادة المعارك. بهم تفخر الأمم، وتقوى الهمم، وتُعتلى القمم، وتُوصل الشمم. هم من تُعقد على نواصيهم الآمال، وتتقادم على آثارهم الأجيال. هم العزة والعزوة، والقوة والفزعة.

أين أنتم أيها الشباب من تلك النعوت التي تكاد ألا تليق إلا بكم؟ لم ولن تقوم أمة من الأمم في العصور الغابرة أو الحاضرة ولا حتى القادمة إلا على أكتاف وعزائم وهمم شبابها المخلصين. كونوا على الموعد في الزمان والمكان أيها الأبطال. الوطن بحجمه الكبير يحتاج إليكم، نعم يحتاج إليكم بقدر حجمكم وأهميتكم ودوركم وحبكم له، فكونوا أولئك الثُلة الذين سيبجلهم تاريخهم، ويمجدهم جميلهم، ويمدحهم صنيعهم.

كل أمة من الأمم سجل التاريخ لشبابها ومضات ووقفات وسجالات وصولات وجولات رائعة، تفخر وتفاخر بهم حتى ما يشاء الله، وأنتم أهل لذلك العلو وتلك الرفعة التي نتمنى أن نراكم كذلك عليها، لتسطروا لأنفسكم ودينكم ووطنكم وأمتكم تاريخا مشرفا ترسمونه أنتم بأناملكم وعقولكم وعزيمتكم وهمتكم العالية. تخطونه على جبين الوطن، وتوطنوه في شغاف قلبه، وتنثروه في حدق عينه حبا وعزما ووفاء وتضحية. كونوا جادين مجدين. طموحين طامحين. حريصين ناصحين.

احذروا.. ثم احذروا.. احذروا المرجفين والعابثين والمنحرفين الضالين والمضللين أصحاب الأفكار المظلمة المتقهقرة، فهم يتربصون بكم الدوائر بغية النيل من الوطن عن طريق بابكم، فاحذروا وأوصدوا الأبواب جيدا في وجوههم، ولا تتركوا لهم عليكم سبيلا، فهم يسابقون الزمان ليخترقوا المكان. المكان الغالي الذي نعيش فيه ونفخر به، وسبيلهم في ذلك الشيطان الذي يريدون أن يصلوا بكم عن طريقه إلى الدمار والخراب الفكري والجسدي والنفسي لكم ولوطنكم وأمتكم، فاحذروهم وتجنبوهم وقاتلوهم، قاتلهم الله أنا يؤفكون.