علق أحد الأدباء الذين لم يعتمد اسمه ـ حسب ما ذكر ـ في البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي رغم أنه أبلغ بترشيحه، على ذلك بتوجيه الشكر لمن "شطب" اسمه لأنه ـ حسب تعبيره ـ لا يريد أن يتحدث لمقاعد نصف فارغة.
وبعيدا عن هذا الرأي الذي لا بد أن يؤخذ بصدر رحب، من قبل المنظمين لمعرض الرياض الدولي للكتاب، إلا أن النقاش حول جدوى البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، ومدى الإقبال عليه، أمر مشروع، خصوصا وأنه لا يمكن إنكار أن جميع الفعاليات المنبرية الثقافية المحلية ـ إلا ما ندر ـ تعاني ضعف الحضور ومنها برامج معرض الكتاب الدولي. صحيح هناك تفاوت بين فعالية وأخرى حسب شهرة وحضور، وإثارة ضيوف أو ضيف الفعالية، لكن الظاهرة العامة تؤكد أن الحضور أقل من ضعيف في بعض الأحيان.
في الحقيقة لست مع من يطالب بإلغاء البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، ولكني أعتقد أن من المهم إعادة النظر في آلية وأوقات تنفيذ الفعاليات. فإذا كانت ستبقى في خيمة كبيرة ومقاعد كثيرة تبقى خاوية، فإن تعدد النداءات وحث الزوار عبر مكبرات الصوت الداخلية للمعرض، لن تجدي نفعا، ولن تؤثر في قرار زائر ليس لديه إلا بضع ساعات يستغلها لزيارة جميع دور النشر التي تشده مؤلفاتها، فما بالك إلا كان سيختار بعناية ويناقش في المضامين والأسعار.
وأرى أن أفضل طريقة يمكن أن تحقق الهدف من الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض هي التركيز على نظام الطاولة المستديرة أو الورشة التفاعلية، بحيث يكون المكان مختصرا في المساحة وتتوفر فيه طاولة مستديرة كبيرة، وصف أو صفين من الكراسي الخلفية، مع نقل مباشر لها إلى أماكن الجلوس وتناول الوجبات الخفيفة والقهوة الملحقة بالمعرض، عبر شاشات كبيرة، حيث يوجد الكثير من الجمهور وبعض ضيوف المهرجان وإن أمكن نقل الفعالية بالصورة والصورة إلى بهو الفندق الذي ينزل فيه ضيوف المعرض فهو سيكون أجدى. مع الحرص أن تكون هناك دعوات خاصة للمهتمين أو المختصين بكل فعالية لكي يكونوا ضمن الطاولة المستديرة لإثراء النقاش حول الأوراق المقدمة. ومن المهم كذلك أن يكون هناك ضبط صارم للوقت، بحيث لا تتجاوز الورقة الواحدة المقدمة من المتحدث الرئيسي 10 دقائق.
هي مجرد مقترحات قابلة للنقاش والأخذ منها أو ردها كلها.
[email protected]