هل يمكن أن تكون تلك الطائرات المعلقة بين السماء والأرض مسرحا للغريب من القصص والمثير من الأحداث؟ هذا بالضبط ما يحدثنا عنه المضيف الأسترالي "أوين بيدال".

عمل "بيدال" لسنوات طويلة مضيفا للدرجة الأولى في طيران "كوانتز" الأسترالي، وكان ناجحا في عمله بسبب مهاراته الاتصالية المذهلة، فهو متحدث بارع ومستمع أكثر براعة، بيد أنه وبعد حادث أثر على قدراته الجسدية انصرف لكتابة ذكرياته وبعض القصص الطريفة التي واجهته خلال مهنته، عملا بنصيحة المغنية الأميركية الشهيرة "كايتي بيري" التي أبدت إعجابا بموهبة سرده للقصص والحوادث، حينما قابلها أول مرة عام 2008، فكان أن أصدر بعد تقاعده القسري كتابا مشوقا بعنوان: "اعترافات مضيف طيران كوانتز".

والحقيقة أن الكتاب جذبني منذ البداية، كونه يقدم وصفا شفافا لما يحدث خلف الكواليس في السماء، مثل حقيقة تعامل النجوم المشاهير، كما الممثل البريطاني المتعجرف "راسل براند" الذي فوجئ بشخصيته السخية وذكائه المتقد على حد وصفه، وغيره من الأسماء اللامعة وذي الطلبات المستهجنة، إضافة إلى المثير من القصص التي لا يعقل أنها حدثت على متن طائرة، كمحاولات العلاقات الجنسية، أو محاولات التدخين داخل المراحيض، أو حتى تعاطي الحبوب المنومة، التي تجعل متعاطيها يتجول في أرجاء الطائرة كما لو كان "زومبيا"!

كما يتناول الكتاب عددا من الأحداث الطريفة، والمقالب المتبادلة بين طاقم الطائرة، خصوصا خلال الرحلات الطويلة، فضلا عن تفاصيل مطبخ الطائرة وأسرار الوجبات الغذائية التي أقترح عليك ألا تقرأها!

أما أجمل ما في الكتاب فهو كشفه عن فراسة المخضرمين من المضيفين، القادرين على تحديد الراكب المزعج من الراكب الخجول، بل وتحديد الراكب المتأهب لاحتلال كرسي خال، أو حتى ذلك الراكب الذي لن يتوقف عن طلب الخدمات!

باختصار، الكثير من القيل والقال في تلك الاعترافات، والمثير من المعلومات والقصص عن عالم لا نكاد نعرف عنه شيئا.