هناك بيت شعر شعبي ساخر غير معروف قائله، ورغم تحفظي على قدرة الشاعر على رفعه عن الكسر، إلا أنه بيت شائع ولو كتبت مطلعه في (جوجل) ستنهال عليك الموضوعات التي تستشهد به ومعظمها مشاركات أفراد خلطت مجموعة أبيات مختلفة في قصيدة واحده، ويقول مطلع البيت "الحب قطع قلوب البعارين".
أجمل ما في هذا البيت أنه أثبت صدقيته أخيرا، وكشف لنا عن علاقة حب حميمة بين الإبل والبشر، وإذا كان هذا الحب قد قطع قلوب "البعارين" كما قال الشاعر، فإن (كورونا) جاءت لتكمل حفلة التقطيع وهذه المرة تجاوزت الإبل إلى أصحابها وأحبابها، وبات هذا الحب خطرا على حياة الإنسان وعليه أن يتوقف فورا ليحمي قلبه من التقطيع.
(كورونا) هذا المرض الغامض خضع لمداولات عدة وبحوث حول نشأته وأسبابه، وبرأت منظمة الصحة العالمية الإبل في وقت سابق، لكن وزارة الصحة السعودية عادت قبل أيام لتعلن عن نتائج توصلت إليها حول المرض وأكدت أن90? من الإبل في منطقة الخليج مصابة بـ(كورونا) وهناك صعوبة بالغة في تحديد الجمل المصاب من غيره كون الأعراض لا تظهر على الجمل إطلاقا ولكن حين ينتقل الفيروس للإنسان قد يتسبب في وفاته.
الذي يشاهد القنوات الشعبية يلحظ كيميائية الحب الوارد أعلاه، حيث تظهر الإبل على هذه القنوات أكثر من الإنسان نفسه، ولعل هناك أهدافا تجارية من ذلك، فليس من المعقول أن يكون كل هذا حب وشغف، لكن المؤلم في كل هذه القصة "الإنسان والإبل" أن الإبل صارت فجأة أغلى من الإنسان في ساحات أم رقيبة، ومع تمدد الحب أصبحت الإبل سببا في وفاة الإنسان والقضاء عليه وعلى من حوله، ولو كان هناك من يدفع ضريبة هذا الحب "الانسابعيري"، فلن يكون غير الممارسين الطبيين العاملين في المستشفيات الذين يسجلون الرقم الأعلى في عدد وفيات (كورونا) منذ ظهور الفيروس، والمشكلة أن هؤلاء تحديدا ليس لهم لا في العير ولا في النفير.