بفضل وسائل التواصل وبنعمة الإنترنت أصبح الفرد العربي -والسعودي تحديدا- فاعلا ومؤثرا في الإعلام، ولكنه يدلي برأيه ويعلو بصوته في كل التحولات السياسية والثقافية العربية، ورصيده العلمي والأخلاقي لا يؤهله للمشاركة في هذه القضايا الكبرى، بسبب النظم التعليمية التقليدية والموروثات الاجتماعية العصبية.
إعلاميا، لم يتأثر الإنسان السعودي كثيرا بما أنتجته الحضارة الكونية من علوم وثقافات وأنظمة وفنون تستدعي الصدمة منها أولا ثم محاولة المقاربة معها.. لأن أخبار الصراعات السياسية في المنطقة أهم عنده من قصة نجاح الاتحاد الأوروبي! ولأن أخبار القتل على الهوية والطائفة في بلد عروبي أهم عنده من قصة النضال السلمي من أجل القضاء على العنصرية! ولأن انفجار عبوة ناسفة في شارع عربي أهم عنده من وثائقي يحكي سيرة عالم قضى حياته في اكتشاف لقاح للشلل أنقذ به ملايين الأطفال!
والسبب: أن قابلية التعصب -للأسف- موجودة داخل هذا الإنسان، وبحاجة فقط إلى من ينميها ويغذيها حتى تكبر.
إذن: الفضاء مفتوح على مصراعيه.. لكن الإشكال يبقى في وعي هذا الفرد البسيط الذي جعل من مواقع التواصل -مثلا- مصانع جديدة لإعادة إنتاج وتدوير التعصب، خاصة القبلي والمذهبي.