نحاول كثيرا أن نوجد حلولا لتدهور الرياضة السعودية. نعرض جميع الأسباب. يتفق الكثيرون على أن أهم أسباب هذا الانحدار هو التعصب.

نعيد الكَرّة مرة أخرى. نحاول تشريح ظاهرة التعصب، نستخدم الأدوات ذاتها مع تنامي الظاهرة. نعرض الأسباب. نتجادل حول الأسباب التي جعلت منها ظاهرة تستعصي على العلاج. يتوهم كل فريق منا أنه وحده من شخّص الأسباب الحقيقية.

لكن الحقيقة أننا جميعا كنا نحوم حول الحمى. لا نجرؤ على الاعتراف بالحقيقة. نعلم أو لا نعلم!

دعونا -ولو لمرة واحدة- نتحدث بصراحة وبعيدا عن المجاملات طالما أننا صادقون في بحثنا عن أسباب تدهور الرياضة السعودية.

وجود الأمراء على رأس أهم الأندية السعودية أمر جيد، وكثير من الأندية استفادت من وجود الأمراء خاصة في الأمور المالية، والصفقات الرياضية.

نعم، استفاد الأمراء من الأندية الشهرة والفلاشات. لكن من باب الموضوعية كانت فائدة بعض الأندية أكبر.

عقد كامل من الإخفاقات. ما الذي تغير؟. قد يخرج من يقول إن الأمراء موجودون على رأس الأندية السعودية منذ عهد الانتصارات والبطولات. هذا صحيح. لكن حينها كان للجهة المشرفة على الرياضة السعودية سلطتها وسطوتها وقيمتها. فلم يكن أحد من رؤساء الأندية وغيرهم يستطيع أن يتجاوز حدوده.

لكن اليوم وبصراحة موجعة، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم مواطن لا يستطيع -مهما تظاهر- أن يواجه هذه التهديدات التي تلقى على مسامعه في القنوات الرياضية. بينما الرئاسة العامة هي الأخرى لا تستطيع -وليس لديها الرغبة- في الدخول في صراعات مع رؤساء الأندية!

الذي أود قوله إن وجود رؤساء الأندية -الأمراء- مع كل الاحترام والتقدير، هو السبب الرئيس في تنامي ظاهرة التعصب. إن أردتم علاج المشكلة وإعادة الرياضة السعودية إلى سابق عهدها، لعصرها الذهبي، لزمن البطولات والإنجازات، يجب أن يمنع الأمراء من ترؤس الأندية الرياضية في بلادنا. من الممكن أن يكونوا أعضاء شرف، رؤساء أعضاء شرف، لكن لا ينبغي أن يكون لهم علاقة بكرسي النادي.

اتركوا الناس تدير الأندية وابتعدوا عنهم. لأجلكم أنتم، ولأجل صورتكم الرمزية في المجتمع.

وقبل أي شيء آخر لأجل عودة رياضة بلادنا إلى سابق عهدها.