كل ما حولنا يسير بزمن معين.. رحلات الطيران.. الحصص المدرسية.. مواعيد الزيارات في المستشفيات.. إشارات المرور.. حتى خدمة توصيل الطلبات في المطاعم.. يجبرونك بالضبط: "نصف ساعة والدجاجة في بطنك"!

وحدها مشاريع الحكومة لا تعترف بعامل الزمن إطلاقا!

يعرف المواطن متى يبدأ المشروع بالساعة والدقيقة.. لكنه لا يعلم السنة الضوئية التي ينتهي فيها المشروع!

بمعنى: ليست لدينا مشكلة مع المشروعات التنموية.. مشكلتنا الوحيدة أننا لا نعلم متى يتم الانتهاء من هذه المشروعات، حفريات طرق وتحويلات، ومستشفيات ومدن اقتصادية نائمة.. وغيرها.. يفترض أن يكتب جوار كل مشروع لوحة تكشف للناس اسم الشركة أو المؤسسة التي تمت ترسية المشروع عليها.. ولوحة أخرى تبين لنا تاريخ الانتهاء.. دعونا من (نعمل لأجلكم ونأسف لإزعاجكم).. هذه لوحة تخديرية تشاهدها فقط عند انطلاق غبار المشروع.. مع الأيام تختفي اللوحة وتختفي معها المعدات وتزداد معاناتنا مع الغبار وآلام الظهر!

أقف احتراما لكل رجل دولة يخرج للناس ويخبرهم بموعد نهاية المشروع.. تصرف كهذا يعني ببساطة أن المسؤول وضع مصداقيته على المحك.. و"المجتمع دفّان" كما يقال؛ أعني ينسى التصريح في حال أوفى الرجل بوعده.. لكنه يستحضره حينما ينتهي الموعد قبل ردم آخر حفرة!

قبل يومين قرأت تصريحات للأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك يتحدث من خلالها عن مشاريع تنموية في المنطقة.. أستوقفني أن الرجل قرن المشروع بعامل الزمن:

• "مطار تبوك الجديد سيتم الانتهاء منه خلال الثمانية أشهر المقبلة".

• "سيتم وضع حجر الأساس للطريق السريع الذي يربط مدينة تبوك والمدينة المنورة بعد شهر ذي الحجة المقبل".

• "سيتم الانتهاء من المستشفى التخصصي، والبالغة سعته 500 سرير خلال الأشهر الثمانية المقبلة".

قبل التصريح كان الأمير يملك الكلمة.. الآن الكلمة تملكه.. وهو تحد صعب للغاية؛ بالنظر لسلحفائية بعض مؤسسات الحكومة ـ قلوبنا معك يا سمو الأمير!