خالفت المستويات الفنية التي قدمتها غالبية فرق دوري جميل التوقعات التي كانت تشير إلى صعوبة ارتفاع المستوى الفني لمباريات هذه الجولة بعد توقف زمني طويل قارب الـ50 يوماً، وشهد عددا من التغييرات في العنصر المحترف الأجنبي أو المحلي لجميع الأندية بما فيهما متصدرا الترتيب النصر والأهلي اللذين اكتفيا بتغيير عنصرين أجنبيين قبل إغلاق فترة الانتقالات الثانية وحرما بالتالي من الاستفادة الفعلية من هذه التعاقدات التي جاءت قبل مباريات هذه الجولة بفترة قصيرة جداً.
النصر حسمها في الثاني
من الملفت في مباريات هذه الجولة أن المتنافسين على الصدارة النصر والأهلي حسما مباراتيهما في شوط وحيد، فالنصر خرج من الشوط الأول أمام مستضيفه نجران متعادلاً دون أهداف بعدما كانت الأفضلية والخطورة للمضيف لكن النصر تمكن من تسجيل أربعة أهداف حيث أجاد استغلال الارتباك الذي أصاب لاعبي نجران بعد الهدف الأول الذي جاء بعد أربع دقائق من بداية الشوط الثاني وتحولت المباراة لمصلحة النصر الذي واصل ضغطه الهجومي واكتفى بتسجيل أربعة أهداف ساعدت مدربه "ديسلفا" على البدء في التخطيط لمباراة الأهلي حينما بدأ يمنح بعض اللاعبين فرصة المشاركة مع منتصف هذا الشوط.
32 دقيقة تنهي المباراة
بكّر الأهلي في حسم نتيجة مباراته أمام مستضيفه هجر ونجح لاعبوه خلال الـ32 دقيقة من الشوط الأول بتسجيل ثلاثة أهداف حسمت النتيجة إلى حد كبير للفارق الكبير في الإمكانات الفردية والمهارية بين الطرفين. واستطاع السويسري "جروس" التخطيط لمباراة النصر الحاسمة في كأس ولي العهد (أقيمت أمس) منذ وقت باكر من هذه المباراة ما جعله يحاول المحافظة على لاعبيه وتجهيزهم للنصر، حينما نفذ لاعبوه التوصيات الفنية بعدم تسريع اللعب والدخول في احتكاك جسدي مع لاعبي هجر، وهذا ما جعل الشوط الثاني يشهد انخفاضاً في مستوى الرتم وعدد الهجمات الخطرة على المرميين.
أداء باهت
استحق الخليج الحصول على الثلاث نقاط كاملة حينما تغلب على الشباب الذي لم يقدم لاعبوه ما يؤهلهم للفوز أو التعادل أمام فريق يسعى للهروب من الهبوط لدوري الأولى. وأنصفت كرة القدم الخليج الذي بذل لاعبوه جهداً كبيراً ونفذوا توصيات مدربهم جلال قادري حتى نالوا فوزاً مستحقاً مؤكدين فوزهم الثاني على الشباب في بطولتين مختلفتين. وعجز العائد "باتشيكو" عن عمل توليفة وسط الملعب تقوي الأداء الشبابي وتزيد من سرعته حينما تابع بناء الهجمات بعدد كبير من التمريرات والبطء دون أن تكون له تدخلات تغير الوضع غير المثالي، وبالتالي كان هناك منافس أجاد التحضير والتعامل مع مجريات المباراة وخطف في النهاية ثلاث نقاط.
الحراسة المعطلة
عانى لاعبو الاتحاد والفتح كثيراً من غياب التركيز لدى حارسي المرمى فواز القرني وعبدالله العويشر، ما جعل الفتح يتقدم بهدفين مع الدقيقتين 2 و9 نتيجة ارتباك وسوء تقدير القرني من أول ثواني المباراة، وصمد العويشير طوال 80 دقيقة ليقع بعدها في أخطاء مشابهة للقرني ويهدي الاتحاد فرصة تسجيل هدف التعادل حينما قدم الكرة للبرازيلي "ماركينهو" في الوقت الذي كان عليه إبعادها لأطراف منطقة الجزاء أو لضربة زاوية بدلاً من "الاستعراض" الذي كلف فريقه خسارة نقطتين.
ويحسب لمدرب الفتح ناصيف البياوي إجادته قراءة منافسه وفريقه يلعب منقوصاً أحمد الفهيد بالبطاقة الحمراء مع الدقيقة 63 إلا أن الفريق ظل متماسكاً حتى وقع المعيشير في خطأ فردي أفقد الفريق نتيجة اللقاء.
تبديلات الفوز
وفق مدرب الرائد "مارك بريس" في تبديلاته الثلاثة أثناء مواجهة الفيصلي المتطور فنياً حتى وإن كان أولها إجبارياً بدخول سند شراحيلي بديلاً للمصاب الشريف والفريق متأخر بهدف إسلام سراج مع الدقيقة 20، إلا أن هذا التبديل الإجباري أعطى اطمئنانا لعمق الدفاع حينما تواجد شراحيلي بجانب الأردني بن ياسين وذهب "المرتبك" جفين إلى الطرف الأيمن، وهذا جعله الأكثر تنظيماً وخطورة دون أن تهتز الشباك، وجاء تدخل الكسار في آخر دقيقة كنقطة تحول كبرى في المباراة حينما تصدى لانفرادية إسلام سراج وأنقذ مرماه من هدف ثان ربما أحبط الرائديين في هذا التوقيت وهم الأقرب للتسجيل.
وواصل الرائد سيطرته وخطورته التي حفزت مدربه "بريس" على الزج باللاعب العراقي أمجد راضي الذي استطاع تسجيل هدف التعادل 64 ونجح "بريس" أيضاً بالزج باللاعب سامر سالم ليحقق الهدف الثاني والفوز مع الدقيقة 74.
الهلال يفوز
لم تحفز الغيابات المؤثرة التي طالت الشعلة نظيره الهلال للظهور بمستوى عال يعيد بعض مستوى الفريق المفقود منذ تولي الروماني "ريجيكامب" دفته الفنية، إلا أن الحال ظل كما هو وكاد الشعلة الذي لعب دون ثلاثة من أجانبه وخمسة من لاعبيه الأساسيين أن يخطف نقطة ثمينة من الهلال لولا التقدير الخاطىء من حارسه الشاب محمد الواكد مع عرضية "نيفيز" بمرور الدقيقة 83.
المحليون يتفوقون تهديفيا
استمر تفوق الشوط الثاني تهديفياً خلال هذه الجولة أيضاً حينما وصل عدد الأهداف المسجلة إلى 11 مقابل 9 للشوط الأول ما يؤكد أن هناك خللا ما زال يلازم الغالبية العظمى للفرق دفاعياً وفي حراسة المرمى، إضافة لدور البدلاء الجيد حال مشاركتهم، وكان نصيب اللاعبين المحليين 12 هدفاً في مقابل 8 للمحترفين الأجانب.