حال التحكيم السعودي متدهور تماما، ولن يصلحه خبير أو حكم سابق، وإنما الأخذ برؤية الفيفا في هذا الجانب وعدم تجاوزها لأنها هي الأصلح، وهي التي تعطي العاملين في هذا المجال فرصة لعمل الدراسات والتطوير والمحاسبة.

الفيفا يرى أن لجنة الحكام تكون لجنة مستقلة عن إدارة الحكام، بحيث يترأس الأولى أي شخص، وليس بالضرورة حكما سابقا، وإنما إداري ناجح، وتكون مسؤولية اللجنة التي يكون رئيسها عضوا بمجلس إدارة الاتحاد هي التصورات الاستراتيجية للتحكيم والدعم والمحاسبة.

أما إدارة الحكام فهي إدارة من ضمن إدارات الاتحاد وتعمل بنظام التفرغ الكامل من مدير يجب أن يكون حكما دوليا سابقا ولديه شهادات علمية وتكون مهمتها الجدولة والتدريب والتنظيم لكافة أعمال الحكام ذات الطابع التنفيذي اليوم مثل التعيينات والتكاليف والاختبارات وغيرها.

من خلال هذه الآلية أتوقع أن يكون حال التحكيم السعودي أفضل لأن الذي يحدث الآن هو دمج كل شيء في لجنة وفي شخص، وبالتالي تصعب المحاسبة ويكون الرأي واحدا، ويكون الاهتمام الأكبر بالعمل اليومي، أما الدراسات والأبحاث والتصورات والاستراتيجيات فتنتهي لعدم التفرغ مما يتسبب في قصور النظرة وضعفها بل وعدم وجودها أصلا.

يا اتحاد القدم لقد تعبنا ونحن نقدم لكم مقترحات تساعدكم وتساهم في حل مشكلاتكم ولكنكم للأسف لا تنظرون إلا إلى أنفسكم وآرائكم وتعتقدون أنها الفضل وهي في حقيقة الأمر ليست كذلك وتحتاج إلى مراجعة وتطوير وتحتاج للاستفادة من أصحاب التخصص في اللوائح المحلية والدولية.

إن أسلوب عمل لجنة الحكام الرئيسة لا يتواكب مع المرحلة الحالية والتطور الذي حصل في منظومات إدارة كرة القدم حول العالم وهذه الآلية التي نجحت في السبعينات والثمانينات لا تفيد إطلاقا في الألفية الجديدة ولهذا فقد قام الفيفا بوضع المقترحات للاتحادات الوطنية للأخذ بها وليس لإهمالها إما عنادا أو جهلا بها.

نعم هناك ضغط إعلامي وجماهيري على الحكام، ولكن أيضا هناك كوارث تحكيمية تحدث تضررت منها أغلب الأندية، وبالتالي فإن موضوع التحكيم يحتاج لاجتماع طارئ لمجلس إدارة الاتحاد واتخاذ الخطوات التطويرية التي طالب بها الفيفا وليس كاتب هذا المقال، وعمل التغيير اللازم والفوري والبدء من جديد حتى ولو كنا في منتصف الموسم لأن تغيير الآلية لن يؤثر في سير المباريات أو مستوى الحكام لأنه في الحضيض الآن.

الأندية تخسر الملايين ولجنة الحكام لا تزال تتعامل مع الأندية وكأنها من فرق الهواية وليس الاحتراف وبعض المباريات تكون قيمة عقود اللاعبين فيها أكثر من 400 مليون ريال والحكام قد يتوسلون استحقاق تحكيم المباراة وقد يتأخر لأشهر أو سنوات.

أعلم أن بعض الحكام يغادر للمباراة في نفس اليوم لكي لا "ينحرج" بالسكن في فندق أو شقة مفروشة أو في بيت زميل آخر له، وهذا فيه إرهاق كبير وعدم إحساس بالمسؤولية لمباراة تقام بهذا الحجم والأهمية، وأعرف كثيرا من الحكام الذين يذهبون من الرياض إلى القصيم أو الدمام لتحكيم مباراة في نفس اليوم والعودة للرياض بعدها مباشرة لتجنب أي مصروفات إضافية!