رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن أمة الإسلام والمسلمين خير الجزاء، كفاء ما قدم لأمته ودينه ووطنه وأخلف عليها خيرا.
وفاة الملك عبدالله فاجعة عظمى ومصيبة كبرى ليس على أبناء الوطن والشعب السعودي فحسب، بل على أبناء الأمتين العربية والإسلامية جميعا، لأن الملك الراحل ملكٌ وقائدٌ وإنسانٌ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فقد كان رجلا صالحا مصلحا عايش هموم المواطنين والمقيمين، وحمل على عاتقه بناء النهضة التنموية والقفزة الحضارية للمملكة كما عمل، رحمه الله، على تطوير جميع أجهزة الدولة ومرافقها، والنظر إلى اهتمامه، رحمه الله، بكل ما من شأنه خدمة الدين والمحافظة على الثوابت الشرعية التي قامت عليها هذه البلاد، ونشيد بدعمه لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لتقوم بدورها الرائد والفعال في خدمة المساجد ونشر الدعوة إلى الله، ونذكر بالدعم المادي والمعنوي اللذين قدمهما، رحمه الله، إلى مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات وللعناية ببيوت الله وإعمارها وصيانتها، ما يدل على العناية ببيوت الله ومكاتب الدعوة.
ولا يخفى على الجميع اهتمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز، غفر الله له، بالعلم والعلماء، وتنظيم أمور الفتوى بقصرها على أهلها الموكل إليهم الفتوى من قبل ولي الأمر وافتتاح أفرع للإفتاء في جميع مناطق المملكة، وكذلك دعمه المادي والمعنوي للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن ذلك تأمين مقرات لأفرعها وهيئاتها، وكذلك دعمه لمرفق القضاء من خلال مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير القضاء هذا المرفق المهم الذي شهد تطورا وقفزات مهمة في عهد الملك الراحل.
وبالنيابة عن أعضاء المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالبديعة، نبايع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، ونجدد العهد والولاء لولاة أمرنا والوقوف معهم صفا واحدا ويدا واحدة في الحفاظ على وحدة الصف، ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم وعدم الخروج عليهم.
وسررنا بمضامين خطاب خادم الحرمين بمناسبة توليه مقاليد الحكم الذي دل على الحكمة والحنكة في تأكيده مواصلة نهج هذه البلاد في التمسك بالكتاب والسنة وأنه لن نحيد عنه أبدا، وأن دستور البلاد الكتاب والسنة.
ونسأل الله لولاة أمرنا التوفيق والسداد والرشاد في خدمة الدين والوطن، وأن يرزقهم البطانة الصالحة، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا وبلادنا الغالية من كل سوء ومكروه.