اجتاحت مشاعر الغضب عواصم العالم أمس بعد إعدام تنظيم داعش الإرهابي للطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، فيما أعلنت السلطات الأردنية، وفي أول ردود أفعالها على قتل الطيار الأسير، إعدام العراقية ساجدة الريشاوي الصادر عليها حكم بالإعدام لإدانتها في هجوم انتحاري عام 2005، وزياد الكربولي العضو البارز في القاعدة الذي حكم عليه بالإعدام عام 2008، كما توعد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني أمس تنظيم "داعش" خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين في الجيش "بِردٍ قاسٍ"، مؤكدا أن دم الطيار الأردني "لن يضيع هدرا". ونقل التلفزيون الرسمي عن الملك عبدالله قوله خلال الاجتماع: "إننا نخوض هذه الحرب لحماية عقيدتنا وقيمنا ومبادئنا الإنسانية، وإن حربنا لأجلها ستكون بلا هوادة وسنكون بالمرصاد لزمرة المجرمين ونضربهم في عقر دارهم".

كما نقل بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني عن الملك عبدالله قوله: إن "دم الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة، رحمه الله، لن يذهب هدرا، وإن رد الأردن وجيشه العربي على ما تعرض له ابنه الغالي من عمل إجرامي وجبان سيكون قاسيا، لأن هذا التنظيم الإرهابي لا يحاربنا فقط، بل يحارب الإسلام الحنيف وقيمه السمحة".

وفيما أعلنت الولايات المتحدة أول من أمس عزمها زيادة المساعدة السنوية للأردن إلى مليار دولار من 600 مليون دولار للإسهام في دفع تكاليف استضافة اللاجئين من العراق وسورية وقتال تنظيم "داعش"، تعهد أشتون كارتر الذي اختاره الرئيس الأميركي باراك أوباما وزيرا للدفاع أمس، بإيجاد حل للتأخيرات في مبيعات الأسلحة الأميركية إلى الأردن، وأبلغ كارتر لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أنه من المهم أن يكون بمقدور الأردن الحصول على الأسلحة التي يحتاج إليها، وأنه سيعمل على علاج بواعث القلق التي أثارها ملك الأردن أثناء زيارته الولايات المتحدة. وكان التنظيم طالب بإطلاق سراح الريشاوي مقابل رهينة ياباني قتل في وقت سابق، بينما سعت الحكومة الأردنية إلى الإفراج عن الطيار مقابل إطلاق سراح المحكومة العراقية، وكشفت السلطات الأردنية أن التنظيم أقدم على قتل الطيار الكساسبة في 3 يناير الماضي وذلك بعد نحو عشرة أيام من أسره عندما سقطت طائرته في شمال شرق سورية.

في المقابل، أدى بث تنظيم داعش لشريط فيديو أول من أمس، تضمن إعدام الكساسبة حرقا، وهو يقف بملابس برتقالية في قفص أسود قبل إضرام النار فيه، إلى ردود أفعال محلية وإقليمية ودولية واسعة، وتوعد الجيش الأردني بالثأر لمقتل الطيار، وأشار محللون إلى أن الجيش قد يزيد من مشاركته في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سورية والعراق.

وعلى الصعيد نفسه، قال صافي الكساسبة والد الطيار الذي أعدمه داعش "إن إعدام الريشاوي والكربولي لا يكفي"، وحث الحكومة على فعل المزيد للثأر انتقاما لدم ابنه معاذ، بينما تجمع عشرات المحتجين في الكرك مسقط رأس الكساسبة للتعبير عن إدانتهم لقتل الطيار الأسير، كما تجمع مئات الأردنيين في ميدان رئيس في العاصمة عمان، وحملوا لافتات تحمل صور الطيار وردد البعض "الموت لداعش".

وفي سياق متصل، دان عدد من الدول العربية والإسلامية والدولية قيام تنظيم "داعش" الإرهابي بقتل الطيار الأردني الملازم أول معاذ الكساسبة. فيما قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس، إنه غاضب بشدة من القتل "الشنيع" للطيار الأردني حرقا حتى الموت"، لافتا إلى أن طوكيو ستفي بمسؤوليتها في أن تكون جزءا من المعركة الدولية ضد الإرهاب.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول من أمس قيام تنظيم داعش بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة عبر إحراقه حيا، مؤكدا أنه "عمل مروع"، معربا عن "تضامنه مع الحكومة والشعب الأردنيين"، وحض على "مضاعفة الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف".