في الوقت الذي امتدت فيه أزمة شح أنابيب الغاز إلى مكة المكرمة، شهدت محافظة جدة انفراجا جزئيا للأزمة، إذ حصل عدد من المواطنين وأصحاب المحال على الأنابيب بعد انقطاع استمر أياما، فيما لا زال آخرون في جنوب جدة يترقبون انفراج الأزمة.
"الوطن" بدورها وقفت على كثير من المحال في مكة المكرمة التي كان بعضها مغلقا بالكامل، في حين جعلت الأخرى الباب مغلقا بشكل جزئي وهي إشارة للجميع بخلو المحال من الأنابيب.
يقول حسين مستور إنني منذ ليلة البارحة وأنا ما زلت أتردد على كثير من المحال غير أني لم أجد طلبي، والأزمة لا تحتمل التأخير لأن الأسعار في ارتفاع هذه اللحظة، وهي استغلال غير مبرر له من هؤلاء التجار، في حين قال المواطن محمد الرفاعي إن مثل هذه الحالات النادرة تستوجب بدائل عاجلة لأن المواطن والمقيم هما المتضرران، فالطهي هو مصدر أساس للغذاء والكل يتخذه بشكل يومي، لذا هذا الانقطاع وقع على عاتقنا، فالمحلات خلت من الأنابيب وأصحاب المطاعم رفعوا الأسعار مبررين ذلك بارتفاع أجور الغاز وقلة وجودها.
بدوره، ذكر إدريس عباس الذي يعمل في أحد محال الغاز بمكة المكرمة، أن معظم المحال خاوية من الغاز غير أن بعض المحال تقوم بالبيع للأنابيب الصغيرة، وذلك بالتفريغ الجزئي وبأسعار جدا باهظة دون أن يتردد العميل لأن الحاجة فرضت عليهم.
إلى ذلك، باشرت لجنة مكلفة من وزارة التجارة التحقيق في معرفة أسباب أزمة الغاز التي انتشرت في أحياء عدة من مدينة جدة والرياض وعدد من مدن المملكة، وأوضح مصدر أن محققين من الوزارة قاموا بزيارة عدد من مواقع بيع "الغاز" لمعرفة الأسباب التي أدت إلى نشوئها.
وأرجع البعض نشوب الأزمة إلى قيام الشركة بفصل عدد من موظفيها، وأوضح عدد منهم لـ"الوطن" أن الشركة أقدمت على فصل سائقين وعمال تحميل في مواقع التعبئة، وقال أحد الموظفين، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن الشركة استغنت عن عدد من موظفيها الذين طالبوا بأحقيتهم في الترقيات وتوقف العلاوات السنوية، ما اضطرهم إلى تقديم شكاوى عدة لفرع وزارة العمل، مشيرا إلى أن توقف السائقين عن العمل في شركة الغاز أوقف إيصاله إلى أفرع التوزيع في محافظة جدة.
فيما أكد عدد من الموردين دخول أزمة الغاز يومها العاشر، مشيرين إلى أن السبب توقف تعبئة أسطوانات الغاز وقلة العاملين في المركز الرئيس بالكيلو 14 إلى جانب توقف الشاحنات التابعة للموزعين وعددها 150 شاحنة.
من جهته، نفى نائب رئيس شركة الغاز والتصنيع الأهلية عبدالرحمن الجلاجل لـ"الوطن"، وجود أزمة في الغاز وقال: "الشركة أصدرت بيانا توضيحيا يبين عدم وجود أزمة في إمدادات الغاز في مدينة جدة، وفروع الشركة تنتج الكميات ذاتها المتداولة من أسطوانات ووفق المعدلات الطبيعية".
وأضاف: "الشركة سبق لها أن أجرت ترتيبات لاستلام كميات بديلة من الغاز المطلوب من مرافق توزيع المنتجات البترولية التابعة لأرامكو، ونظرا لوجود أعمال صيانة في مصفاة ينبع اتخذت أرامكو ترتيبات مسبقة لتعويض انخفاض كميات الغاز المستلمة من مصفاة ينبع، إلا أن شاحنات الغاز تأخرت في تسليم الشاحنات، ما أسهم في تأخر إمداد محطة الغاز في جدة".
وأوضح الجلاجل أن الشركة عمدت إلى وضع خطط طارئة وفورية لمعالجة هذا الأمر بتمديد فترات العمل في فرع جدة حتى الساعة 11 مساء لتأمين طلبات السوق المحلي، ما أسهم في بلوغ متوسط إنتاج الفرع خلال الأيام الخمسة الماضية ما يفوق 50 ألف أسطوانة بمعدل 91 شاحنة، مبينا أنه تم رصد حالات تعمد عدد محدود من المحال إقفال منافذ البيع لأيام عدة بغرض افتعال أزمة ورفع الأسعار بشكل مبالغ فيه.