المناظرة التاريخية بترجمتها العربية على اليوتيوب التي جمعت بين الفيلسوفين والعالمين، الفرنسي ميشيل فوكو، والأميركي نعوم تشومسكي في هولندا، في عام 1971 كانت بعنوان "الطبيعة البشرية: العدالة ضد السلطة".

هذه المناظرة وبحجم القيمة الفلسفية والعلمية فيها، لمفكرين تركا أثرا كبيرا في حقل المعرفة الإنسانية، بحجم ما يدعو تاريخ المناظرة، وطبيعة سيرها لتأملات عدة.

الحوار تناول طبيعة السلوك البشري وفيما إذا كانت اللغة اليومية والمفاهيم التي تنتجها وتنتج عنها هي التي تشكّله باعتبار الفرد محلا للإبداع ومركزية العالم، أو أن النظام الاجتماعي ككل هو الذي يفعل، هو المركز على حساب الفرد، وأن القواعد التي تسيّر سلوك الفرد موجودة قبله، ثم علاقة هذا بالأنظمة والسلطات ومسألة العدالة.

الحلقة مهمّة وثرية، وكان تاريخها قبل أربعة وأربعين عاما، حينها كان الشاب اليافع تشومسكي موقنا ببراعة الفرد وقدرته ومركزيته التي كانت أكبر القوى الشمولية في العالم بأيدلوجيتها تلغيه، وتمشي نحو نهايتها.

أيضا وبشأن التاريخ فلا بد من مقارنة ترد تلقائيا، بين المشوار الذي كان العقل الفلسفي الغربي قد قطعه وتدور أسئلته حوله، وبين العقل العربي الذي كان وما زال عالقا وغارقا في مآزق إرثه الذي يعيد تدويره وإنتاج جهالاته من جديد منذ قرون، وبصيغ أكثر تعقيدا وتورطا، وكلما ظهر صوت ناقد هنا أو هناك قمع وصودر.

أيضا ملحوظة: امتد الحوار إلى ساعة وعشر دقائق، لا أحد من الطرفين قاطع الآخر، أو رفع صوته. تأمل هذا وتذكر أناسا تعرفهم!

رابط الحلقة:

http://youtu.be/YcYOuffbQ8c