عندما تتحدث عن شخصية كبيرة كشخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ تجد نفسك في حيرة شديدة. من أين تبدأ وفي أي جانب تكتب.
وللأمانة، فإن الكتابة عن هذه الشخصية العظيمة مسؤولية كبيرة، لأنك مهما كتبت فلن توفيه حقه.
نشأ الملك سلمان بن عبدالعزيز وتربى على يد والده المؤسس والباني لهذا الصرح العظيم، والحكيم الذي استطاع بحكمته في معاملة أعدائه تحويلهم من أعداء إلى شديدي الإخلاص له وحسن معاملته للمقربين فزادهم قربا منه، ومن الجلي الواضح أن للملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ سجل حافل بالإنجازات على مدى عقود مضت، فكان وما زال خير فارس يقود المهمات الدقيقة والمسؤوليات الجسام، لا تأخذه في الحق لومة لائم، يحقق كل النجاحات، بكل الحزم والفعالية، وبنفس الثوابت الإيمانية والأخلاقية المتماسكة التي عرفت عن هذه القيادة الرشيدة، فله ـ يحفظه الله ـ مخزون هائل من المحبة والخبرة والحنكة.
والملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ يراقب ويشاهد ويختزن في ذاكرته من حكمة والده وشدة بأسه، وهذا ما ينعكس على سلوكه إنسانا، وأميرا، وملكا، وكان لوالدته الأثر الكبير في تربيته وما تميزت به من سمات حنان الأم وتقريبها للعلماء الذين لا شك تركوا أثرا في شخصيته، يحفظه الله.
والجانب الخيري في شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ متعددة ومتشعبة، إذ حظي العمل الإنساني باهتمام كبير منه، فقد تابع وأسس الكثير من الجمعيات الخيرية، منها على سبيل المثال: جمعية البر في الرياض، والجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، فقد اندمج ـ يحفظه الله ـ في الحياة العلمية والاقتصادية والتجارية والإنسانية والتطوعية، خصوصا في العمل الإنساني، واقترب كثيرا منه داخل المملكة وخارجها منذ عام 1956م.
ويصعب الإحاطة باللجان والهيئات الرئيسة والمحلية لجمع التبرعات لمساعدة المحتاجين والمتضررين من السيول والزلازل والكوارث في العالمين العربي والإسلامي، ودعم قضايا العالم الإسلامي ومناصرة المسلمين في كل مكان مما جعله مرشحا لأوسمة عالمية محلية وإقليمية ودولية، وهو اعتراف واضح بالتصاق سموه بالعمل التطوعي والخيري والإنساني.
كما أن جهوده الكريمة ـ يحفظه الله ـ في التنمية الفكرية والعلمية والثقافية على امتداد سنوات عطائه بدأت تؤتي ثمارها، وما الحركة الثقافية في المملكة عامة، والرياض خاصة، إلا شاهد على ذلك.
ففي الرياض ـ بل في مدن المملكة كافة ـ تسير المسارات معا في حركة واثقة نحو تحقيق المستقبل الذي في البال، وجنبا إلى جنب يترافق مسارا الثقافة والمعلومات، وتحلق التنمية بجناحيها هذين إلى أبعد الآفاق.
لقد قيض الله لهذا الشعب قيادة أمينة تمضي به إلى مزيد من الخير والطمأنينة والتقدم والرخاء، وهذا نجم من نجوم آل سعود أخذ مقعده بعد أخيه عبدالله بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ مخلصا أمينا حكيما تملك القلوب بالإحسان والمواقف المشرفة.
إن ما تحقق خلال الفترة الماضية من الانطلاقة على طريق التطوير والتحديث وما سيتحقق، بعون الله وقوته، سيشكل نقلة مهمة في المجالات كافة، ومقدمات تنظيمية وإدارية ضرورية في سبيل نهضة تنموية شاملة في إطار خطة عامة للتطوير والتحديث.
لقد سار آباؤنا وأجدادنا خلف ملوكنا مبايعين وداعمين ومنتجين، وإننا نحن الآن على العهد نسير خلف قائد هذا الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد، بالمضي قدما معهم وبقيادتهم، ونقول سيروا على بركة الله ونحن معكم، لنبني مملكة الإنسانية كما تحبون.