عنونت مقالي السابق بـ(الأهلي بطل .. والهلال إلى المجهول) لكنني لم أتوقع أن يكون الضياع الإداري والتكاسل الشرفي إلى ما وصل إليه حال "الزعيم" الأيام الماضية.

ومع إصرار الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد على الاستقالة لحق به اثنان من أهم الأعضاء عبر (تويتر) أيضا، وأعلن ثالث أن البقية سيقدمون استقالاتهم، علما أن مكتب رعاية الشباب بالرياض لم يتلق أي استقالة مع نهاية عمل أمس.

والواضح أن الاستقالات أخذت منحى البحث عن رضا الجماهير بالإعلان عنها عبر (تويتر) دون تفكير في مستقبل النادي وأهمية المحافظة على احتياجاته وسلك الطرق النظامية حتى تعقد الجمعية العمومية لانتخاب رئيس بديل بعد أن يقدم الأمير عبدالرحمن الاستقالة (رسميا).

هذه التغريدات تعزز أهمية "تويتر" في التأثر والتأثير وآخرها إبقاء "كواك" وإلغاء عقد "بنتلي" ثم "ريجي" واستقالة الرئيس، وفي جانب أسوأ تأكيد لعدم الاعتداد بالمركز الإعلامي وموقع النادي الرسمي.

وكان الأجدى بالأعضاء التريث لحين تقدم الرئيس بالاستقالة رسميا ثم يلحقوا به بالطرق النظامية ويكلف النائب وأمين النادي وأمين الصندوق كما تنص اللائحة لحين عقد الجمعية العمومية لانتخاب مجلس جديد.

ما حدث ترك علامات استفهام كثيرة في وقت عصيب للنادي خصوصا الفريق الكروي الأول الذي عانى كثيرا من المدرب "ريجي" وزوجته وضعف الإدارة وانضباطية اللاعبين وابتعاد الشرفيين.

والأسوأ على صعيد أعضاء الشرف أنهم وبما لايتجاوز (العشرة) يريدون أن يسيّروا النادي دون تقيد بالأنظمة واللوائح المعتمدة أو اللعب عليها باختيار رئيس من بينهم أو بتزكية من يروق لهم، بينما النظام يشدد على فتح باب الترشيح متى قدم الرئيس استقالته رسميا لانتخاب بديل له أو مجلس جديد باستقالة أغلب الموجودين، وفي هذا الصدد المسؤولية مضاعفة على الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد لتطبيق النظام.

ومع فشل الشرفيين المعنيين في إقناع الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالاستمرار، كثفوا اجتماعاتهم للبحث عن بديل وربما يكون غير مناسب للنادي ولكنه يروق لهم أو لأغلبهم وهذا يعتبر خذلانا للكيان وجماهيره العريضة وأهدافه الاجتماعية والرياضية والتربوية.

والأمير عبدالرحمن اضطر لمجاملة الشرفيين وأجل تقديم استقالته رسميا وهذا يدعو لطرح كثير من التساؤلات التي قد تزيد في حجم الإساءة إليه وهو في غنى عن ذلك بعد أن عانى كثيرا ومرارا في عدة مناسبات آخرها بعد خسارة كأس ولي العهد أمام الأهلي ولم يجد بدا من الاستقالة بعد ساعات من الخسارة. وشخصيا تعاطفت معه وغردت قبل استقالته بأن السخرية والشتم لايليقان أبدا، ومن شأن الغاضبين نقده وليس شتمه.

والحقيقة أن الأمير عبدالرحمن شخصية محترمة جدا ويستحق الثناء والتقدير والشكر على ما قدمه نحو سبع سنوات عمليا وماليا وتضحيات وبطولات، لكن الحياة لاتدوم على حال، وقبله رؤساء غادروا مجبرين بالإخفاقات دون مساس بإنجازاتهم، متمنيا أن يحظى بتكريم خاص يليق به وتعامله وما قدمه.

وفي شأن مستقبل الهلال لابد من حلول قوية وسريعة وأولها مدرب الفريق، حيث كان الأفضل عبدالعزيز الخالد وليس مدرب الأولمبي (سيبريا) مع الاحترام لمن اختاره، وهو الآن بحاجة لدعم قوي وإسناد إداري بتكليف الأمير نواف بن سعد مشرفا لخبرته الكبيرة في الميدان مع أهمية ضبط اللاعبين والبحث عن مدرب (مناسب).

وفي شأن أوسع وأهم، أتمنى فتح باب الترشيح لكل من يرى في نفسه القدرة على قيادة الهلال في مختلف المناصب وأولها "الرئيس"، ولابد من تعزيز اعتماد النادي على مداخيله الكبيرة بشرط عدم تحميل الإدارة الجديدة الديون السابقة، والأكيد أن كثيرين يتحينون فرصة العمل في الأندية واستثمار قيمة الرياضة على مختلف الصعد، فهل يُطبق النظام أم يواصل (النخبويون) سطوتهم؟!