عندما يتحدث الظالم عن العدل والفاسد عن الإصلاح، والخائن عن الوطنية والجاهل عن الدين، فاعلم أنك في حضرة خطاب داعش. هكذا بدأ الداعشي خطبته قبل نحره الناس، ولكن دعونا من هذا الهراء الذي تحدث به، ولنمعن النظر في الفيديو المصور من "داعش" لذبح 21 مصريا على أحد شواطئ طرابلس الليبية.

عجت الفضائيات والمواقع الإلكترونية بردود أفعال وجدل حول الفيديو، كان أبرزها ارتداء الإرهابي لأحدث ماركات "رولكس"، كما جاءت الرسالة باللغة الإنجليزية، كذلك الترجمة التي كانت على أعلى المستويات، لتؤكد أن من قام بها يقطن بلدا يتحدث الإنجليزية، والخناجر التي حملها الملثمون بالفيديو "أميركية" من ماركة "كولومبيا" في إشارة لا تنقصها فطنة إلى أن هناك قوى عالمية تحرك هؤلاء الدواعش.

نأتي إلى حجم الملثمين، فأجسامهم لا تشبه أجسام بني يعرب، وهذا دليل آخر على أن هؤلاء المرتزقة أتوا من كل فج عميق، ليتحدثوا باسم الإسلام وليذبحوا العرب أيضا باسم الإسلام!

عقدت بعض الفضائيات مقارنة توصلت فيها إلى التطابق بين قاتلي الرهينة الأميركي وقاتلي المصريين في ليبيا، بل وتوصل المحللون الفنيون إلى أن خلف إخراج فيديو حرق الكسابسة وإخراج الفيديو الأخير فريقا واحدا محترفا من المخرجين والمصورين لإبراز هذه المشاهد بشكل مرعب بغرض بث الخوف في قلوب العرب.

فإذا كان اللون البرتقالي هو القاسم المشترك بين كل ضحايا الدواعش، فلن نستغرب إذا ما عرفنا أن القاتل هو أيضا واحد، ولكن ما سر هذا اللون البرتقالي الذي بدأ معنا من جوانتانامو مرورا بأبي غريب وصولا إلى طرابلس الليبية؟ بالتأكيد أن قادم الأيام سوف يفضي إلينا الكثير عما هو مغيب عنا الآن، وحينئذ سنعرف لماذا "البرتقالي"؟