فتح الدعم المالي الكبير الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للأندية الأدبية، البالغ عشرة ملايين ريال لكل ناد، باب التفاؤل لدى منسوبي 16 جمعية للثقافة والفنون في المملكة، في أن يكون لهم نصيب من هذه المكرمة الملكية الكريمة قريبا، خصوصا أن هذه الجمعيات تخدم شرائح كبيرة جدا من الشباب على مستوى المملكة.

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي: لا شك أن القيادة الحكيمة تولي مساءلة الثقافة أهمية كبرى، ونحن جميعا نعرف أن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رجل مثقف، وداعم أول لكل فعل ثقافي مهم منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض، والتاريخ القريب يشهد على ذلك".

وأضاف: "بالنسبة إلى الدعم الحالي فنحن سعداء جدا لدعم الأندية الأدبية لأنها إحدى مؤسسات الثقافة المهمة في وطننا العزيز، وليس لدينا شك في أن فروع جمعية الثقافة والفنون التي تتوزع على 16 محافظة من محافظات المملكة، ستأخذ نصيبها من الدعم لاحقا.

وعن الدور الذي يجب أن تقوم به إدارة الجمعية لتوضيح دور الفنون في تنمية الوطن وتعديل الأفكار المنحرفة، قال البازعي "هذا ما نعمل عليه دائما سواء بالمخاطبات الرسمية أو اللقاءات والتواصل الشخصي مع الجهات المسؤولة، وذلك بناء على إحصاءات واقعية تدل على أن الفئة المستهدفة من نشاطات الجمعية هي فئوية عريضة جدا من الشباب المبدعين في المسرح والتصوير والتشكيل وصناعة الأفلام وغيرها، ففي الوقت الذي يستفيد من نشاط النادي الأدبي عشرات الأشخاص، يتوجه للنشاط الفني مئات وأحيانا آلاف الشباب من الجنسين بحب وعشق وتضحية، ولعل جميع المطلعين على أوضاع فروع جمعيات الثقافة والفنون يدركون حقيقة أن الكثير ممن يعملون في لجان هذه الفروع هم شباب متطوعون، ومن يحصل منهم على مكافأة مالية، فهي مكافأة ضئيلة جدا، ولا توازي جهده".

وتابع "المشكلة أن مجتمعنا يعاني من مشكلات التطرف الفكري وبعض السلوكيات الاجتماعية غير الجيدة، وأثبت الفن أنه مهذب سلوكي كبير، فالشاب الذي يمارس موهبة فنية راقية كالتشكيل أو التصوير أو المسرح، لا يمكن إلا أن يكون راقي الفكر متسامحا، ومحبا لوطنه، وهذا لا يحتاج إلى دراسات أو أبحاث لإثباته لأنه واقع يلمسه الجميع، وإذا أردنا علاج مثل هذه الظواهر يجب أولا أن ندفع مواهبهم الفنية والإبداعية".وأكد البازعي تفاؤله بالمرحلة المقبلة، قائلا: "بصدق أن متفائل بأن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة الشباب المبدع، وذلك لأن القيادات الوزارية هي قيادات شابة وطموحة، ومن الوسط الإبداعي، وهي من تعرف همومه وتطلعاته". لكن الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي يرى الأمر من جهة مختلفة، إذ يقول تعليقا على تساؤل "الوطن": جمعية الثقافة والفنون لا تبدو مشكلتها ماليه فقط، بل هي مشكلة وجود، تغيير اسم الجمعية ضروري، من أجل أن يعترف بها، هي الأم في مكان مظلم في هامش الصفحة، فمجلس إدارتها يجيد الصمت والتوقيع على المحاضر فقط. أما الفروع فهي مهملة ولا تملك إلا النوم خلف موازنة 50 ألف فقط من 13 مليونا". وأضاف: "الجمعية تحتاج لأن يعاد صياغتها وتلغي مركزية القرار بها وتمنح الفروع ما يمنح للأندية الأدبية ثم راقب طفرة في فن وثقافة البلد. أما وضعها الحالي فهو مهزلة". بدوره، حمل الكاتب علي فايع الألمعي وزارة الثقافة والإعلام مسؤولية ما آلت إليه أوضاع جمعيات الفنون وقال: العلم الأكيد لدى وزارة الثقافة والإعلام التي يبدو أنها اعتادت أن تقدم الأندية الأدبية على حساب جمعيات الثقافة والفنون في مثل هذه الأمور المهمة.

ورأى فايع أن الحل هو التحول إلى مراكز ثقافية، وقال "حان وقت دمج الأندية الأدبية في جمعيات الثقافة والفنون لتكون لنا مراكز ثقافية شاملة لكل حراكنا الثقافي، وإن تعذر ذلك فأرجو من وزارة الثقافة والإعلام أن تجرب دعماً سخياً لجمعيات الثقافة والفنون بعد أن فشلت كل وسائل الدعم السابقة للأندية الأدبية التي لم تقدم ما يشفع لها في استمرار هذا الدعم مقابل التقشف االذي تعاني منه جمعيات الثقافة والفنون في مناشطها المتنوعة والجاذبة للجمهور، نحن بحاجة ماسة إلى الالتفات الصادق والجاد لهذه الفنون التي تستحق البقاء لأنها الأقدر على خلق تنوع ثقافي مبهج يفوق هذا الاستنساخ المخجل الذي تقوم به الأندية الأدبية في برامج باهتة وفعاليات ثقافية محدودة الحضور.