في حين خلق دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأندية الأدبية بمبلغ 10 ملايين ريال لكل ناد حالة من التفاؤل بمستقبل النشاط الثقافي والأدبي في المملكة، أعاد بعض المثقفين فتح ملف الدعم السابق الذي تلقته الأندية الأدبية قبل أربع سنوات والذي لم يظهر أثره سوى على عدد محدود من الأندية الأدبية التي استثمرته في بناء مقرات لها.
وفي أول تفاعل له مع الدعم، قال المدير العام للأندية الأدبية الدكتور أحمد قران الزهراني، رقصت فرحا لهذا الدعم السخي الذي يأتي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بشكل خاص إيمانا بدور الأندية الأدبية وتاريخها الداعم في الثقافة المحلية والعربية من خلال الملتقيات والدوريات والمنتج الكتابي الذي أصدرته خلال 40 عاما، مشيرا إلى أن هذا الدعم سيكون نقطة تحول في تاريخ الأندية الأدبية.
وأضاف أن هناك أندية ستكمل ما بدأته بهذا الدعم، وهناك أندية ستستفيد من هذا الدعم في خططها وبرامجها وفي استثماراتها من خلال استثمار جزء من هذه المبالغ ليكون هناك دخل ثابت للأندية الأدبية من هذه الاستثمارات.
وأكمل أنه يتطلع مع رؤساء الأندية الأدبية ومجالس إدارات الأندية الأدبية والجمعيات العمومية كافة إلى أن تكون هناك استراتيجية لعمل الأندية الأدبية في المستقبل القريب والبعيد حتى تستمر الأندية في دورها الثقافي والأدبي الذي أدته خلال الفترة الماضية، وأن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة من حيث التنظيم والعملية الانتخابية واللائحة، ومن حيث الدعم الحالي الذي أفاد به خادم الحرمين الأندية الأدبية، وستكون هناك برامج بالتأكيد تخدم الثقافة السعودية محليا وعربيا ووزارة الثقافة والإعلام والإدارة العامة للأندية الأدبية ستكون داعمة دائما لكل الأنشطة التي تقدمها الأندية، وسنقف في مرحلة جديدة لبناء استراتيجية أدبية خاصة بالأندية ومناشطها ومنتجاتها ومهرجاناتها.
وعاد الزهراني وأطلق تغريدة عبر حسابه على تويتر قال فيها "أيها الأحبة من المثقفين والإعلاميين..لا أخفيكم أنني تعبت، والله محتاج إلى دعائكم ودعمكم في كل الأحوال لا حرمني الله منكم".
بدوره، قال رئيس نادي الباحة الأدبي حسن الزهراني بأنهم لم يستغربوا من خادم الحرمين هذا الدعم السخي للأندية بصفتها وجه الثقافة المشرق ومنبر الأدب والفكر والتنوير في وطننا العزيز، فوعدنا خيرا في لقائنا به في مدينة جدة وركز على أهمية الثقافة ودورها الكبير في قيادة الشعوب نحو السمو والارتقاء والتطور، وقال إن حديثه لنا كان بمثابة دستور ثقافي نستمد منه النور في عملنا في الأندية.
وأضاف بأنه لن يبوح بسر إذا قال إن كثيرا من خططنا وطموحاتنا توقفت بسبب الضيق المادي في الأندية، خصوصا أن رؤية الأندية وأعمالها تغيرت بشكل جذري، حيث ركزنا أنا والزملاء في بقية الأندية على تطوير نشاطات الأندية وشموليتها والتركيز على الشباب وتعزيز مفهوم الوطنية الواعية وإشراك المرأة والخروج لفئات المجتمع كافة ومواكبة التغيرات العالمية المتسارعة وتوظيف التقنية الحديثة في إيصال رسالتنا الثقافية إلى شرائح المجتمع وفئاته كافة وصناعة الكتاب بما يناسب المرحلة، وتشجيع المؤلفين والمبدعين الشباب وإيصال إبداعهم للمجتمع، والخروج بنشاطات الأندية من المحلية إلى العربية والعالمية، كل هذا شرعنا فيه وتوقفنا عن كثير منه، فجاءت هذه المكرمة لتعيد للأندية وللمثقفين الأمل في الركض من جديد، لأن الدعم السنوي بحق ربما يذهب معظمه في المصروفات التشغيلية كما أن كثيرا من الأندية شرعت في بناء مقارها وتوقفت عاجزة بعد أن أغلقت الوزارة الأبواب في وجه أملنا في أن تتبنى إكمال المباني، فنحن في الباحة على سبيل المثال أنهينا المبنى عظما ولم نستطع حتى سداد الدفعة الأخيرة للمقاول، وبدنا نبحث بأنفسنا عن الداعمين، فوعدنا بعض رجال الأعمال بتبني إكمال بعض أجزاء المبنى مثل الشيخ سعيد العنقري والشيخ أحمد الشدوي، وما زلنا ننتظر وكرمهم سيحتم عليهما إنجاز وعدهما، وها هي مكرمة سلمان العطاء تأتي فرجا لنا وبشارة لكل مثقفي المملكة، فشكرنا باسم جميع مثقفي هذا الوطن لهذا السخاء الكبير.
وقال عضو مجلس إدارة نادي جازان الأدبي الحسن آل خيرات إن الدعم سيكون له أثره الإيجابي والسريع في تحقيق الأهداف التي توخاها - حفظه الله - من وراء هذه القرارات والمكرمات، مضيفا بأن وطننا يقف على هرم مسؤوليته هذا الملك المعطاء المحب لمواطنيه والحريص على رفعة شأن وطنه، لا شك أنه وطن يليق بقائده الحكيم، ويحتم على مواطنيه الأوفياء عمق الانتماء وصدق المحبة وإخلاص العمل في ظل قيادته.
من جانبه، قال رئيس النادي الأدبي الثقافي في الحدود الشمالية ماجد المطلق: "ليس بمستغرب من خادم الحرمين الشريفين، فهو محب الأدب والثقافة وفرسانها، فكثيرا ما رعى مؤسسات ومناسبات ثقافية ودعمها بحضوره وتشجيعه، وهو قارئ نهم وصرح - يحفظه الله - بذلك عندما استقبل مجموعة من المثقفين في معرض الكتاب الدولي قبل ثلاث سنوات أنه محب للكتاب، فقرأ خلال مرافقته لأخيه الأمير سلطان - رحمه الله - في فترة نقاهته 86 كتابا في شتى أنوع المعرفة في الأدب والتاريخ والسياسة والسير الذاتية، مشيرا إلى أن القرارات أسعدت الجميع، ولامست الوطن وأهله بشرائحه كافة وحاجاتهم، قبل أسبوع كان الشعب حزينا على وفاة مليكه الغالي أبي متعب، فلا يعلم هل يواسي أخيه الملك سلمان أم يواسي نفسه، فما إن مضى هذا الأسبوع حتى والملك سلمان يواسي شعبه ويمسح دمعتهم بهذا القرارات الكريمة.
أما الشاعرة زينب غاصب فقالت إن الدعم السابق لم تتم الاستفادة منه في كل الأندية الأدبية، وهناك أندية لم يظهر عليها أثر الدعم السابق الذي أمر به الملك عبدالله، رحمه الله، وهناك أندية استغلت الدعم السابق في مطبوعاتها ومبانيها وفعالياتها الثقافية.
وتمنت غاصب ألا يسلم هذا الدعم الحالي إلى الإدارات الحالية، لأن الدعم يأتي على نهاية بوابة عملية الانتخابات الأولى، مشيرة إلى أنه ينبغي أن يكون الصرف مع بداية المجالس الجديدة للأندية التي سيتم البدء في تشكيلها خلال أشهر حتى تتم الاستفادة الفعلية من الدعم الجديد وحتى لا تستخدم الأندية الأدبية الدعم الجديد وتصبح أن استلمت دعمين في وقت واحد ولم نر أثرا للدعم الأول.
وقالت عضو مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي سارة الأزوري إن هذا الدعم خطوة رائدة، لكنه يأتي في الوقت الذي لم يستثمر فيه كثير من الأندية الدعم السابق الممنوح لها للمبلغ نفسه قبل أربع سنوات سوى عدد محدود منها صرفه في بناء مقرات لها، وقالت إن نادي الطائف الأدبي من الأندية التي لم تستثمر المبلغ بما يخدم النادي والمثقفين في المحافظة، مشيرة إلى أنها كعضوة مجلس إدارة للنادي لا تعلم كم متبقى من الدعم السابق ولا حتى أعضاء الجمعية العمومية، مشيرة إلى أن النادي لديه أرض منذ أكثر من 20 عاما ولم يتم بناء مقر عليها.
وأضافت أنه يجب أن يكون هناك إشراف رقابي من قبل الجهات الرقابية والمحاسبية على إدارات الأندية فيما يخص صرف هذه المبالغ، خاصة أن الجمعيات العمومية ليست كفُؤا لمحاسبة إدارات الأندية بعد أن تقلص عدد أعضائها إلى أقل من عشرة أعضاء.