فشلت التطمينات التي أرسلها المبعوث الأممي جمال بن عمر بإمكان الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، في إقناع جموع اليمنيين بسيطرة جماعة الحوثي المتمردة على العاصمة صنعاء وانقلابهم على اتفاق السلم والشراكة، إذ خرجت التظاهرات في عدد من المحافظات اليمنية توحّدت بشعار "ثورة حتى إسقاط الانقلاب"، فيما طالب المتظاهرون بمغادرة المبعوث الأممي البلاد واتهموه بأنه شريك في الأزمات التي يعيشها اليمن.
وكانت مصادر يمنية أعلنت أن المفاوضات التي جرت برعاية المبعوث الأممي توصلت إلى اتفاق مبدئي، بتشكيل مجلس رئاسي يحكم اليمن خلال الفترة المقبلة، وبحسب المصادر فإن 14 طرفا سياسيا شاركت في المفاوضات بمن فيهم الحوثيون.وفيما نفى الأمين العام للتنظيم الناصري في اليمن عبدالله نعمان ما تداولته وسائل إعلام من اتفاق بين الأطراف السياسية على تشكيل مجلس رئاسي، دعا مجلس الشورى إلى المواءمة بين المواقف السياسية والتصريحات الإعلامية، وتجاوز الأزمة الراهنة التي لا يخدم استمرارها مصلحة الشعب اليمني الواحد. وقال بيان صادر عن المجلس "نأمل من جميع الأطراف الموقعة على مرجعيات المرحلة الانتقالية الاحتكام لتلك المرجعيات وهي المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة واتفاق السلم والشراكة الوطنية التي أكدت في مجملها عدم تعارض نصوصها مع نصوص الدستور والوفاء الصادق بتنفيذ بنودها الواضحة والمزمنة وتأكيد التوجه نحو بناء الدولة المدنية الديموقراطية العادلة، من خلال التوافق الوطني على الالتزام بالمبادئ الدستورية واحترامها وعدم تخطي أي حلول لتلك المبادئ الناظمة للعمل السياسي الوطني". يأتي ذلك في وقت واصل فيه المتمردون الحوثيون حصار منزل رئيس الحكومة خالد بحاح الذي أعلن أول من أمس إصراره على الاستقالة، فيما تعرض متظاهرون أمام منزل وزير الإدارة المحلية المستقيل بالعاصمة صنعاء إلى إطلاق نار من قبل الحوثييين، كما قالت مصادر إن مسلحين حوثيين اختطفوا أمس رئيس اتحاد طلاب جامعة صنعاء، من أمام منزله واقتادوه إلى جهة مجهولة".أمنيا، لقي جنديان يمنيان مصرعهما أمس في تبادل لإطلاق نار مع مسلحين في محافظة أبين جنوب اليمن. وأوضح الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية اليمنية أمس أن جنوداً من قوات الأمن الخاصة كانوا يطاردون مجموعة مسلحة في محافظة عدن، واتجهت بها إلى محافظة أبين المجاورة، وأثناء المطاردة تبادل الجنود إطلاق النار مع المسلحين ما أدى إلى مقتل الجنديين.
من جانب آخر، أبدى مسؤولون أميركيون مخاوفهم من تباطؤ الحملة الأميركية ضد تنظيم القاعدة في اليمن بسبب فجوات في المعلومات المخابراتية على الأرض بعد سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة، وأكدت مصادر أمنية أميركية أن الحوثيين اتخذوا مواقع داخل وحول عدد من المنشآت الدفاعية والاستخباراتية كان موظفوها يتعاونون سابقا مع واشنطن وهو ما يقطع مصادر معلومات أساسية للهجمات الأميركية بطائرات من دون طيار، الأمر الذي يقوض حملة ضد تنظيم القاعدة باليمن.