بالرغم من تحضيراته المكثفة خلال فترة التوقف الأخيرة وخوضه مباراتين وديتين قويتين أمام الزمالك المصري وبايرن ميونيخ الألماني، وضع أداء الفريق الهلالي في مباراته المؤجلة من الجولة التاسعة دوري عبداللطيف جميل أمام الفيصلي علامات استفهام عريضة ضاعفتها النتيجة المخيبة لآمال جماهيره بتعادله إيجابياً بهدفين لمثلهما مواصلا مسيرة الإخفاقات التي يعيشها الفريق منذ خسارته لقب دوري أبطال آسيا 2014.

وتصاعدت وتيرة غضب كثير من الهلاليين بعدها بخروج فريقها بالتعادل أمام هجر بالرغم من الفروقات الكبيرة بين الفريقين على مستوى الإمكانات واللاعبين والعقود والرعاة، وهو ما يكشف أن الفريق الهلالي بات وعلى غير المعتاد غير قادر على تجاوز أندية لا تصنف بين أندية المقدمة، والأسوأ أن الهلال أيضا أكمل نتائجه السلبية هذا الموسم أمام منافسيه من أندية الدوري الكبرى حيث لم يستطع الفوز على أي منها بتعادله على أرضه مع الأهلي وخارجها الاتحاد وخسارته من النصر والشباب مما جعل جماهير الفريق تعلق آمالها على تخطي أندية الوسط في محاولة لتقليص الفارق مع فرق المقدمة وهو ما لم ينجح فيه اللاعبون.


معادلة معقدة

وضعت مباراة الفيصلي الأخيرة الفريق الهلالي مع بقية أندية دوري عبداللطيف جميل في عدد المباريات بعد أن أنهى جميع مبارياته المؤجلة بيد أنه لم يقترب من الصدارة حيث تفصله الآن تسع نقاط عن متصدر الدوري النصر، الأمر الذي يتوجب على الفريق الهلالي الفوز في جميع مبارياته بينما ينتظر خسارة جاره في ثلاثة لقاءات ويتعادل في رابعة ليتساويا نقطيا وهو أمر يعد صعب الحدوث إن لم يكن مستبعدا، خاصة في ظل ملاحقة الأهلي للمتصدر ومنافسة الاتحاد ومحاولات الشباب للحاق بهم ما يعني أن الفريق الهلالي يقترب من نهاية موسمه الرابع على التوالي بعيداً عن لقب الدوري الذي كان متزعماً له ومهيمناً عليه في أوقات مضت.

غضب مستمر

كل تلك الأحداث دفعت جل الهلاليين لأن يصبوا جام غضبهم على إدارة ناديهم الحالية ووصفها بالضعيفة، مشددين على أنها تسير بالفريق نحو الهاوية شيئاً فشيئاً فبعدما كان الهلال مسيطراً على ألقاب الدوري وكأس ولي العهد في السنوات الأخيرة ابتعد كثيراً بل إنه أتبع ذلك بفقدان رقم قياسي تميز به عندما حقق كأس ولي العهد سبع سنوات متتالية قبل أن يخسرها الموسم الماضي من النصر ويخرج من الموسم دون أي لقب واتجه بعد ذلك دعم الهلاليين إلى دوري أبطال آسيا كآخر آمالهم في المنافسة على لقب، ولم تكن الإدارة الهلالية بعيدة عن الفريق حيث وفرت سبل النجاح لكنها لم تنجح في الأخير ولم يحقق الفريق لقبا كان هدفاً أساسيا ويعد أولوية للرئيس الحالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد منذ توليه المنصب وهو من سيكمل قريبا عامه السادسة كرئيس دون تحقيق ما كان يصبو إليه وأتى من أجله.


مطالب بالرحيل

هذا التراجع الفني والشح في الألقاب دفع الهلاليين للمطالبة برحيل الإدارة مؤكدين أن ما قدمته في السنين الماضية هو أقصى ما بوسعها ولن تستطيع تقديم الأفضل، مطالبين بإدارة جديدة تقود الفريق إلى البطولات والإنجازات، علماً بأنها المرة الثانية التي يجمع فيها معظم الهلاليين على هذا الأمر بعدما سبق وأن طلبوا من الرئيس أن يرحل في الموسم قبل الماضي عندما خرج الفريق من بطولة دوري أبطال آسيا 2013، وظهرت ردات الفعل الغاضبة جلية، سواء على مستوى النقاد أو الجماهير من خلال البرامج التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي حيث أطلق مجموعة من المغردين عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاق: "ارحل يابن مساعد"، مبدين تذمرهم الشديد من أداء الفريق وتدهور نتائجه من مباراة لأخرى بالرغم من توقف الدوري لفترة كانت كفيلة بأن يستعيد فيها الفريق شيئا من عافيته.





مسؤولية المدرب

من جانبه حمل المدرب الوطني ولاعب الهلال السابق عبدالعزيز العودة، المدرب الروماني "ريجيكامب" كامل المسؤولية في ما يمر به الفريق من تدن في المستوى، معتبرا ذلك نتاج تراكمات عدة كانت مصاحبة للضغط والتركيز العالي على دوري أبطال آسيا الذي أفقد اللاعبين الكثير من الجوانب اللياقية وأثر عدم تحقيقهم للكأس على نفسياتهم، مبينا أن "الجهاز الفني بالفريق لم يستطع انتشال اللاعبين من مرحلة الضغط والاهتمام بالجانب اللياقي والنفسي بالنسبة لهم، بالإضافة إلى ضعف الجهاز التدريبي بالفريق بالرغم من تحقيقه لنتائج إيجابية في بداية توليه الدفة التدريبية"، مشيرا إلى أن ما يحدث للفريق "أمر مؤسف جدا" و"الجماهير الهلالية غير معتادة على أن ترى فريقها بهذه الصورة"، مضيفا أن كثرة مشاركات بعض لاعبي الهلال في البطولات ومع المنتخب السعودي في بطولة الخليج وكأس آسيا أفقدهم الكثير لياقيا وأثر على عطائهم داخل الملعب، ومؤكدا أن الفريق خلال فترة التوقف لم يستفد أبدا من معسكره الذي أقامه ومن المباراتين اللتين لعبهما، منتقدا بشدة أداء الروماني "بينتللي" والبرازيلي "نيفيز"، وأن بقاءهما مع الفريق "غير مجد أبداً ويفترض استبدالهما بلاعبين يصنعان الفارق مع الفريق".