بعد نشر المقال السابق، وردتني رسائل متعددة، من أرقام ومعرفات مجهولة، تتفق كلها على اتهامي بأنني أوزع تهما مجانية، على الحزبيين الطيبين!
وأمام ذلك، لم يكن من تذكير بعضهم بأفعالهم السيئة بد، علهم يتذكرونها، بعد أن ذابت في بحر من المؤامرات.
(1) صديقي الإخواني، ألا تتذكر أنك ذات "فرعنة" حرمتني حين كنتُ طالبا من المشاركة في أمسية شعرية؟ بحجة أنّ قصيدتي مغرقة في الوطنية، وهو ما قلته لي بكل ثقة بعد أن سحبتني إلى آخر القاعة، لتجعلني أمقتك ومنهجك بعد أن استمعتُ – ليلتها – إلى قصائد رديئة، لا شعر فيها، ولا جودة، ولا شفيع لها سوى أنها تتفق وأفكار حزبك الأممية، لا الوطنية!
(2) صديقي الإخواني الآخر: هل تتذكر أنك من موقع مسؤوليتك الإدارية الأكاديمية، بوصفك عميدا، سعيت إلى تغيير عنوان بحث التخرج لأحد الطلاب النابهين، لمجرد أنه كان عن: "فن المقالة عند الكاتب علي بن سعد الموسى"، وأنك أقمت الدنيا ولم تقعدها، حتى تغير العنوان إلى: الرثاء عند حافظ إبراهيم، ومنطلقك الحقيقي في ذلك هو أنه لا تليق الكتابة عن كاتب تراه أنت وجماعتك مارقا فاسقا، بينما الواقع أنكم ترونه خطرا على أدبياتكم وفكركم السياسي.
(3) عزيزي: هل تتذكر أنك من موقع مسؤوليتك الإدارية، بوصفك أمينا عاما لإحدى المؤسسات الاقتصادية، ومشرفا عاما على مجلة تصدر عنها، قد وجهت بتمزيق صفحة من 6000 آلاف نسخة مطبوعة، وحجتك الواهية التي أقنعت بها مجلس الإدارة هي أن هذه الصفحة تحتوي على مقال ينتقد الشريحة المجتمعية التي تمول المجلة، بينما الحقيقة هي أن المقال لعلي الموسى، والمسؤول في الحالتين كلتيهما هو أنت ذاتك باسمك وشخصك، وليس من اللائق بك أمام حزبك أن تحوي مجلة عليها اسمك مقالا لذلك الكاتب الذي ترون فيه عدوا يجب أن تحجبوه عن الضوء ما استطعتم.. وهنا؛ هل ساءلت نفسك ذات صدق: لماذا مارست هذا كله؟ وماذا استفادت الأمة من أفعالك هذه؟ وأسأل أنا: هل يؤنبك ضميرك؟ أم أن استجابتك لتوجيهات "سلطتك الحزبية"، ولو بالظلم والمصادرة، تريح ضميرك؟
(4) صديقي: أدرك أنك تذكر، من موقع مسؤوليتك الثاني، أنك عملت –بطرائق غير أخلاقية، ولا موضوعية– على إبعادي عن مسؤولية تحرير المجلة أعلاه، باختلاق مشكلات تتواكب مع صدور كل عدد، وجماعها: وجود صور نساء، ونصوص منحرفة (كما قالوا لك)، وعدم الاهتمام بأخبار الجهة (تقصد عدم التطبيل)، ووجود كُتّاب غير مرغوب فيهم، (يعني ليسوا من حزبك)، وغيرها من المشكلات التي توثقها خطاباتك التي كنت أنتظرها مع كل عدد، وأنك – بعد أن تركتُ لك الجَمَل والحِمْل – لم تفعل شيئا من ذلك مع خلَفي، على الرغم من أن الأعداد اللاحقة كانت تحتوي على صور نسائية كثيرة، وأخطاء مهنية كبيرة، ما أكد لي أن هدفك الشخص لا الموضوع، وأن القضية برمتها ليست سوى سعي إلى إبعادي عن موقع التأثير؛ لأنني لستُ منكم!
المقال القادم يسرد حقائق أخطر، عن آخرين منكم.