التعاطي والتفاعل مع صورة "تطعيس" سيارة إحدى الجامعات يشعرانك بأن هذا التصرف الفردي أكبر المصائب في تلك الجامعة، وكأن مدينتها الجامعية "أفلاطونية" لم يشوهها ويكدر مزاج مسؤوليها "الأفلاطونيين" إلا هذا الموظف الذي أساء استخدام الأملاك العامة!

الناس تناقلوا صورة سيارة الجامعة في الصحراء وكأنها أكبر جريمة ترتكب بحق "حلال الدولة"، وإدارة الجامعة تفاعلت مع الصورة وكأن هذا التصرف الفردي سيشوه صورتها الجميلة في عين الناس الذين يدعون لمسؤوليها بطول البقاء صباح مساء!

شمرت جامعة حائل وكشفت تفاصيل حادثة صورة سياراتها في الصحراء بسرعة، ولو كانت هذه السرعة تمارسها الجامعة مع كل ما ينشر ويثار عنها لكانت أفضل جامعة في العالم!

وجاء توضيح الجامعة في بيان نشرته في الصحف وعلى موقعها الإلكتروني قالت فيه: "هذه الممارسة تعد تصرفا فرديا لا يمثل جامعة حائل ومنسوبيها، وقد تم الاستفسار من الإدارة المعنية، وأوضحت أن السيارة تم تسليمها السائق قبل نهاية دوام الخميس لغرض استقبال ضيوف للجامعة يومي الجمعة والسبت وإيصالهم من المطار إلى مقار إقامتهم، وأن التصرف الذي تم من السائق كان شخصيا ولا علاقة له بالعمل المنوط به، ولذلك تم استدعاء الموظف إلى الجهة المختصة في الجامعة والتحقيق معه حول التصرف اللامسؤول الذي صدر منه باستخدام ملكيات عامة لأغراض شخصية، وتطبيق ما ينص عليه النظام في مثل هذه الحالات".. ولم يذكر البيان "الإدارة المعنية" ولا "المذنب" ولا عقوبة "الذنب".. وهذا بحد ذاته بيان تبريري وتخلص من المسؤولية، ولن يردع أي موظف آخر عن إساءة استخدام الملكيات العامة.

ثم في البيان ذاته أكدت الجامعة ضمنيا أن مثل هذه التصرفات ليست فردية، فقالت: "تود إدارة الجامعة أن توضح للجميع أنها أصدرت تعميما سابقا لوضع "إستيكرات" خاصة على السيارات الخاصة بها، للحد من مثل هذه التصرفات اللامسؤولة من البعض"!

(بين قوسين)

"التطعيس الصحراوي" هو أن يجعل "القائد" سيارته تلعب على كثبان "الرمال" بفوضوية يستمتع بها "المطعس" ورفاقه، ثم يخرجون بلا فائدة إلا هدر الوقت والمال!

"التطعيس البيروقراطي" هو أن يجعل "المسؤول" مؤسسته تلعب على كثبان من "المال" بفوضوية يستمتع بها "المطعس" ورفاقه، ثم تخرج المؤسسة بلا فائدة إلا هدر المال والوقت!