شكّل معرضه الفني الأول مفاجأة في طريقة توظيفه المواد البيئية وتوثيقه مشاهد وصور وطقوس الحياة اليومية الجازانية الواقعية في زمنها الماضي.
"الوطن" التقت الفنان التشكيلي عبدالوهاب عطيف في معرضه الذي أقيم في مدينة جازان على هامش المهرجان الشتوي الذي انتهت فترة إقامته قبل أيام.
"ذاكرة الفل" هو عنوان المعرض الذي قال عنه الناقد والفنان التشكيلي علي ناجع، إن عطيف يطل في معرضه الأول "ذاكرة الفل" بعد أن شارك في كثير من المعارض والمناسبات التشكيلة وحصد كثيرا من الجوائز، مضيفا أن لوحاته تظهر عنايته واهتمامه بمحيطه البيئي، مولعا بأدبيات وتقنيات رسوم الحقول والفضاءات المفتوحة، وأشار ناجع إلى أن عطيف لم يعد في المرحلة الأخيرة من مشواره الفني شغوفا بمشهد الحقل فقط، بل ما يصاحب ذلك من الموسيقا كمرادف ومواز للنصوص التشكيلية، مضيفا أن تجربته تتأسس على مصداقية الاقتراب من الموروث والأدوات الشعبية وجماليات البيئة.
عطيف قال في تصريح إلى "الوطن"، إنه يحاول التجديد بإبراز زخم الحياة والمفاهيمية وتداخلات التقنية مع نمط الحياة القديم، وقال إن على الفنان التشكيلي استغلال التقنية الحديثة في التعريف بالموروث، مضيفا أنه لأول مرة يتم استخدام سعف النخل كفرش لأرضية اللوحة، مشيرا إلى أن المعرض يضم أكثر من 50 عملا تشكيليا، توثق الحياة اليومية في المنطقة.
وحول تنوع أساليب الأعمال أكد سعيه لأن تكون هذه الأعمال مستمدة من الموروث بتوظيف الخامات الشعبية في إنتاج وإخراج الأعمال الفنية.
وعن إقدامه على استخدام سعف النخل أوضح أن هذه التجربة مرت بثلاث مراحل هي: الرسم المباشر على السعف بالألوان الزيتية، والرسم باستخدام ألوان وصبغات شعبية من البيئة، وأخيرا التنقيط بالألوان المتنوعة على السعف لإعطاء مظهر التلاشي.
مضيفا أن المعرض عرض لوحات تشكل تجربته غير المسبوقة في تحوير بعض عناصر البيئة إلى وحدات زخرفية، لتكوين أعمال زخرفية من الموروث الشعبي لمنطقة جازان كتجربة فريدة.