قدر الله وما شاء فعل، أحسن الله عزاءكم وعزاء العالم قاطبة بفقيد هذا الرمز الفريد والمخلص لدينه وشعبه، إن رحيل خادم الحرمين الشريفين -رحمه الله- أظهر مدى شعبيته الجارفة، ومحبته الصادقة في كل أنحاء العالم، وكيف استطاع بحنكة وصبر وحكمة ودهاء وتوفيق من الله تسيير كثير من الأمور المتعثرة في العالم العربي والإسلامي على أكمل وجه!
إذ كيف تمكن فقيد العالم الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- من كسب قلوب الملايين من شعبه بكلمات قصيرة يغلب عليها العفوية والإنسانية، فمواقفه الإنسانية منحته وسام «الأبوة العربية» عن جدارة واستحقاق.
يقول أحد المهتمين في المجال النفسي: "إن خادم الحرمين الشريفين شخصية اجتماعية تمتلك ذكاء عاطفيا، استطاع من خلاله جذب القلوب حوله، حيث إنه لا يرى العلاقة بينه وبين شعبه علاقة حاكم ومحكوم، بل عد أبناء هذا الشعب أبناءه، ما استحوذ على حبهم له، فهو يمتلك حسا اجتماعيا عاليا جدا، تعدى حدود المملكة إلى الدول العربية والأجنبية، لأنه معطاء بطبعه"، كما نفى بعض الألقاب والمسميات التي سمِّي بها وذلك خوفا من الله وتقرباً إليه، كان يقول: "ملك القلوب أو ملك الإنسانية أرجوكم أن تزيلوا هذه الألقاب، الملك هو الله.. هو الله، ونحن عبيد لله وحده"، إن هذه العبارات تظهر لنا كيف أن الملك يخشى ملك الملوك الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وكيف يكون ناصحا ومذكرا لشعبه بطريقة متواضعة ومهذبة قلما نجدها.
رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وفق الله الملك سلمان بن عبدالعزيز وسدد خطاه، فهو بعون الله خير خلف لخير سلف.