رغم الفوارق الطفيفة في صياغة من ينال مجد كأس ولي العهد برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، إلا أن البطل "الأهلي" حاز كل شيء في ليلة صاخبة وجميلة ومثيرة، وخسر "الهلال" كل شيء إلى درجة أن يكون مستقبله الإداري والفني مجهولا!.

فاز الأهلي بجدارة متناهية مكتسحا كل الحواجز الطارئة، وخسر الهلال رغم أن ظروفه قبل وأثناء المباراة كانت أفضل وأكثر تسهيلا لصعود منصة الذهب.

ورغم أن الفارق التهديفي 1/2 ملائم للحضور الفني للفريقين إلا أن احتقان جماهير الهلال بلغ مداه إلى حد السخرية والشتائم بحق الرئيس (المثالي) الأمير عبدالرحمن بن مساعد لساعات قبل أن يعلن استقالته في حالة نفسية صعبة، لتكون ردة الفعل الطاغية جماهيريا الفرح بشكل هستيري!.

وفي شأن البطل، نجدد التهاني للأهلي الذي كسب التحدي بعد أن هزم النصر البطل السابق ومتصدر الدوري ثم الهلال البطل الأكبر الذي يريد استرداد اللقب وإنقاذ خسائره الذهبية المتتالية في سنتين. ويزيد في قيمة هذه الكأس الأولى باسم الأمير مقرن أن البطل خسر خدمات أحد أهم مفاتيح اللعب برونو سيزار مصابا، وكذلك هدافه الأكبر والأخطر عمر السومة الذي لعب اضطراريا بعد إصابة مهند عسيري، ونجح في قصم ظهر الهلال من أول انطلاقة بهدف لا يسجله إلا المبدعون، وجاءت الصاعقة بخسارة خدمات الحارس المتألق عبدالله المعيوف بركلة جزاء وطرد، لكن البديل ياسر المسيليم نجح في درء هدف التعادل من قدم نواف العابد وأصاب الهلاليين في مقتل، وأكمل نجوم الأهلي (العشرة) تألقهم بهدف ثان قبل أن يرد "البديل" سامراس بهدف رأسي زاد في إثارة ومتعة النهائي حتى آخر دقيقة بتجيير الكأس للقلعة الخضراء.

هذه الظروف بقيادة المدرب السويسري "جروس" أعطت قيمة مضاعفة للبطولة والأهلي مقبل على تحد آسيوي بلقاء لا يقبل القسمة على اثنين مع القادسية الكويتي لتحديد المتأهل للمجموعات. وأمامه منافسة أكثر شراسة مع النصر على صدارة دوري جميل.

الأهلي عوض جماهيره صبرهم الطويل ودعمهم الكبير ببطولة غالية في مرحلة انتقالية وبالتالي سيكون القادم أفضل.

أما الهلال، فلم يغب عنه سوى عبدالله الزوري مصابا، وكانت البداية في مصلحته وأضاع فرصا سهلة قبل أن تنقلب الأحوال تماما مع نزول السومة الذي صعق الدفاع الهلالي بهدف (ذهبي)، ولا سيما أن مدربه "ريجي" لم يبكر في التغيير والاستعانة بسامراس الذي أحضره في الفترة الشتوية لإنقاذ هجومه وتعزيز قوته وسجل هدف الأزرق الوحيد إلا أنه عجز عن التعديل، ولم ينجح في إقحام اللاعبين الأكثر تأثيرا علما أنه وفق في نقل الفرج ظهيرا – عل وعسى -، لكن إهدار الفرص والعصبية والنرفزة الطاغية على الجميع وضعف التركيز لدى أغلب اللاعبين في الوسط والهجوم من عوامل الخسارة وعدم القدرة على استثمار نقص الأهلي وضعف منطقته اليمنى، وجاءت هذه المباراة لتبصم (بالعشرة) على فشل "ريجي"، وعدم قدرة إدارة النادي على إدارة الأزمات.

وفي مثل هذه الظروف وما أعقب المباراة، كان من الأنسب إقالة "ريجي" أولا، والاستعانة بالدكتور عبدالعزيز الخالد مع أفضلية أن يكون معه خبير اللياقة عبداللطيف الحسيني ومدرب الحراس منصور القاسم وآخرون يختارهم الخالد، مع أهمية استمرار فهد المفرج.

أما الأمير عبدالرحمن بن مساعد فإن استقالته وإن كان توقيتها صعبا وحساسا إلا أن هذا القرار مدعاة لإصلاح الخلل الكبير إداريا وشرفيا، ومن السهل تكليف عضو شرف له خبرة كالأمير نواف بن سعد مشرفا على الفريق الأول لكرة القدم، وأن تواصل الإدارة مهامها الأخرى حسب الأنظمة إلى انعقاد الجمعية العمومية. وهذا الموضوع يستحق توسعا أكثر وتفصيلات في مقال آخر.

مبروك للأهلي البطل وحظا باسما للهلال في طريقه المجهول.