تفاعل مستخدمو الإنترنت في عموم الصين مع نبأ وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز صباح 23 يناير الحالي، فبادروا بالتعبير عن تعازيهم في الملك الراحل، وتسابقت وسائل الإعلام الصينية في نشر أنباء وفاة الملك عبدالله بشتى الوسائل، بما فيها بوابات الإنترنت، والتطبيقات الإعلامية على الهواتف المحمولة.
وفيما قدم الرئيس الصيني شي جين بينج تعازيه الرسمية في رحيل الملك عبدالله، معبرا عن حزنه العميق، مشيرا إلى أن وفاته حرمت الشعب الصيني من صديق مخلص، قدم الشعب تعازيه بطريقته الخاصة.
ففي أكبر دول العالم، التي يبلغ عدد سكانها مليارا و369 مليون نسمة، وتخطى مستخدمو الإنترنت فيها 648 مليون نهاية 2014، فإن الشبكة العالمية تعد أهم وسائل التعبير، لذلك أصبح خبر وفاة الملك عبدالله بمجرد إعلانه الموضوع الأول بين مستخدمي الإنترنت الثابت والمحمول في البلاد.
صحيفة "بيبولز ديلي" الصينية استعرضت هذا التفاعل، وعدته علامة على قوة العلاقات بين المملكة والصين، ليس على الصعيد الرسمي، فقط، وإنما الشعبي أيضا.
تقول الصحيفة في تقريرها "تشتهر المملكة العربية السعودية جدا في الصين بفضل مواردها النفطية الوفيرة، حيث تخطر كلمة النفط ببال أغلب الصينيين عندما يذكرون السعودية. ولكن عندما يذكر الصينيون الملك الراحل عبدالله، يخطر ببال الكثير منهم ما قام به من إمداد يد العون الكريم للشعب الصيني بعد حادث الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 8 درجات على مقياس ريختر، وضرب جنوب غرب الصين في مايو 2008، حيث أودى بحياة نحو 70 ألف شخص، فقرر الملك عبدالله عندئذ تقديم مساعدة مالية بقيمة 50 مليون دولار أميركي، وأخرى عينية قيمتها 10 ملايين دولار أميركي للشعب الصيني فور وقوع الزلزال. الأمر الذي زاد من شهرة الملك وسمعته في الصين".
ووفقا للصحيفة "أعرب عدد كبير من الصينيين عن بالغ تعازيهم لوفاة الملك عبدالله في الإنترنت بواسطة أجهزة الكمبيوتر، والهواتف المحمولة، متمنين أن تستمر العلاقات الصينية السعودية في التطور".
واستعرضت الصحيفة نماذج لكتابات الصينيين في هذا الصدد، قائلة "كتب شخص لقبه لي في صفحة على البوابة المحلية المشهورة "سوهو" أن الملك السعودي الراحل رجل يستحق التعازي العميقة. وشاركه الرأي نحو 2500 شخص".
"وأعرب مستخدم للإنترنت من مقاطعة آنهوي في وسط الصين عن تعازيه العميقة لرحيل الملك، معربا عن الشكر لأفعال الملك الخيرية للشعب الصيني، بينما كتب مستخدم من العاصمة بكين "الشعب الصيني يشكركم إلى الأبد"، وقام آخر من مقاطعة تشجيانج في شرق البلاد بوضع علامة "بكاء" في صفحة للتعليق للبوابة، متمنيا الرخاء والاستقرار المستمر للسعودية.
كما أصبحت وفاة الملك عبدالله موضوعا ساخنا في موقع "سينا ويبو" الصيني المعادل لـ"تويتر" الأميركي، حيث وجدت نحو 280 ألف نتيجة بحث حول هذا الموضوع. وأعرب عدد كبير من مستخدمي الموقع عن تعازيهم لرحيل الملك عبدالله، متطلعين إلى استمرار العلاقات الودية بين الصين والسعودية.
وأكدت الصحيفة أن "تعزية وشكر وسائل الإعلام الصينية والمواطنين للملك عبدلله لا ترجع أسبابهما فقط إلى أن السعودية قدمت أكبر مساعدة خارجية لمنكوبي الزلزال الصينيين في 2008، بل للقيمة الإنسانية العظيمة للسعودية وعاهلها الراحل".