عدّ وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريحات إلى "الوطن" رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أنه "خسارة لفلسطين وللأمتين العربية والإسلامية"، وقال "عزاؤنا في رحيله أن في الملك سلمان خير خلف لخير سلف، وفي سمو ولي العهد الأمير مقرن نجد الدعم الرئيس لكل قضايانا العربية، وعلى رأسها فلسطين والقدس".
ومضى المالكي قائلاً "كذلك فإن ولي العهد الأمير مقرن رجل دولة فريد من نوعه، وقد أكسبته التجارب الثرية التي جمعها من عمله في مواقع متعددة نظرة صائبة للأمور، لذلك نتوقع أن يستمر الدعم السعودي للقضية الفلسطينية في الفترة المقبلة".
ومضى بالقول "كانت قضية القدس وفلسطين تسكن قلب الملك الراحل، وفي آخر لقاء جمعنا معه، حيث كنت أرافق الرئيس محمود عباس، أكد الملك عبدالله على أن أي حل لفلسطين يجب أن يرتكز على نقطة واحدة هي أن تكون القدس بما فيها المسجد الأقصى عاصمة للدولة، وأن تكون السيادة عربية فلسطينية، وبدون ذلك فلا معنى لدولة".
وأضاف "قدم الراحل الدعم السياسي والمعنوي لتوجه فلسطين إلى الأمم المتحدة وتدويل القضية، وأيَّد انضمام فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية، وعندما قررت إسرائيل في الفترة الأخيرة حجز أموالنا، بادر بتسديد حصة المملكة في شبكة الأمان العربية التي قررتها القمة العربية".
بدوره، وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين د.صائب عريقات في تصريحات إلى "الوطن" رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بأنه "خسارة لفلسطين وللأمتين العربية والإسلامية". وأضاف عريقات "عزاؤنا في هذا المصاب الجلل هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يحمل بدوره هم القضية الفلسطينية، فهو من أسس لكل الحملات الشعبية لدعم فلسطين، ودعمها بشكل غير محدود، وبالتالي فإن عزاءنا كفلسطينيين وعرب ومسلمين أن هذا الثبات في النقل السلس للسلطة في المملكة العربية السعودية إن دل على شيء فإنما يعكس مؤسسية هذه البلاد المباركة. ونحن على ثقة عالية وعزاؤنا أن الملك سلمان هو رجل حكمة ومعرفة ودراية وتوازن، وقد عرفته عن قرب وعرفت عنه صفات في مجال السياسية والإدارة والتفكير الاستراتيجي العميق".
وتابع "تعازينا الحارة وأصدق مشاعرنا للأسرة المالكة، والشعب السعودي، ونحن على ثقة أننا سنجد في الملك سلمان خير خلف لخير سلف، وكذلك في سمو الأمير مقرن".
ويتابع قائلاً "الملك سلمان هو رجل المرحلة الحالية للمملكة، فالرجل معروف بمواقفه الأصيلة على كافة الأصعدة، العربية والإسلامية والدولية، وله أيادٍ بيضاء شهدت بها كثير من المواقف، وهو رجل دولة من طراز رفيع، اكتسب خبرات هائلة في مجال القيادة والإدارة، وعاصر كل الملوك الذين مروا على المملكة، وأدرك كيف تكون طريقة اتخاذ القرار الحكيم والسليم، في أحلك المواقف وأكثرها صعوبة".
واختتم بقوله "كذلك فإن الأمير مقرن والأمير محمد بن نايف سيكونان خير داعم للملك سلمان، فهما في طليعة الكوادر المؤهلة للقيام بما يلزم، وكانا طيلة الفترة السابقة في مركز اتخاذ القرار، لذلك فالمنصبان الجديدان لن يكونا غريبين عليهما".
ويؤكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، نبيل شعث أن الدعم السعودي ظل على الدوام يمثل الأمل للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه بعد أي اعتداء إسرائيلي على غزة أو الضفة الغربية تبادر المملكة قبل غيرها لمد يد العون والمساعدة.
وأضاف في تصريحات إلى "الوطن": "أنا على ثقة أن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز سيقف إلى جانبنا، تماما كما كان يفعل إخوانه الملوك البررة الذين سبقوه، وكلها مواقف مشرفة تشير بوضوح تام إلى أن الموقف السعودي من القضية الفلسطينية هو موقف مبدئي وثابت، يستند على الإيمان بحق المسلمين والعرب -دون سواهم- في المسجد الأقصى، وأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين". واختتم تصريحه بالقول "الملك سلمان ظل طوال حياته ملجأ نلجأ إليه عندما تزداد علينا الضغوط الإسرائيلية، فنجد عنده البلسم الشافي والرأي السديد والعون السخي، ونسأل الله أن يوفق خطواته، وأن يديم على شعب المملكة نعمة الأمن والرخاء".