بعد غزو النظام العراقي السابق دولة الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990 أغلقت المملكة العربية السعودية سفارتها في بغداد، وشهدت العلاقة بين البلدين تراجعا ملحوظا، استمر حتى بعد الغزو الأميركي للعراق، وفي الآونة الأخيرة وفي ضوء تشكيل الحكومة الحالية برئاسة حيدر العبادي أعلنت المملكة دعم ومساعدة بغداد في حربها ضد الإرهاب، واستقبلت الرياض في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله-، رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، فضلا عن مسؤولين آخرين، وحصل التقارب بين البلدين في إطار حرصهما على محاربة الإرهاب والحد من نشاط الجماعات المتطرفة للحفاظ على أمن المنطقة.
في هذا السياق، قال المتحدث الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء الإعلامي سعد الحديثي لـ"الوطن"، إن ما شهدته الشهور الأخيرة من تقارب بين البلدين توج بوصول وفد من المملكة إلى بغداد لإعادة فتح سفارتها في العاصمة العراقية، وكذلك فتح قنصلية عامة في أربيل، يصب في تعزيز العلاقات بين الرياض وبغداد، مؤكدا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز كانا شريكين أساسيين في التقارب السعودي العراقي، وأنهما بحنكتهما السياسية الكبيرة، سيسهمان في تعزيز هذه العلاقات، وفتح آفاق تعاون جديدة بين البلدين"، بما يتيح القضاء على الإرهاب وعودة النسيج الوطني العراقي إلى مساره الصحيح.
وأوضحت انتصار علاوي مدير المكتب الإعلامي لنائب الرئيس العراقي أياد علاوي في حديثها إلى "الوطن"، أن كل التوقعات تشير إلى استمرار سياسة المملكة الحريصة على العراق، وأضافت أن علاوي يرى في الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز رجلي سلام وحكمة ويرغبان في أن يسهم جميع العراقيين في بناء وطنهم، لافتة إلى أن خادم الحرمين وولي العهد بخبرتهما الواسعة وممارستهما القيادة عقودا طويلة يستطيعان الإسهام في حل الأزمة العراقية، سواء من خلال الاستمرار في محاربة الإرهاب حتى يتم القضاء عليه، أو في تحقيق التوافق بين القوى السياسية العراقية بما يسمح بعودة العراق كقوة عربية في منظومة متكاملة تسعى المملكة إلى تحقيقها منذ سنوات. ويرى الكاتب والمحلل السياسي ضياء الشمري، أن الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز سيستمران في دعم العراق على كل الصعد، إدراكا منهما أن استقرار العراق سينعكس على استقرار المنطقة، فضلا عن أن محاربة الإرهاب أصبحت أمرا ملحا لجميع دول المنطقة، مشيرا إلى أن سياسة المملكة ثابتة، خصوصا فيما يتعلق بمحيطها الإقليمي والعربي.