أمطار خير وبركة تلك التي انهمرت بها نخوة "أبي متعب" على وطنه وأبنائه، قراراتٍ سيظل التاريخ يرقصها جيلاً بعد جيل، على إيقاع العرضة السعودية "نحمد الله جت على مانتمنى"!
وقد بدأ التاريخ عرضته "العبدلية" فور تشكيله ـ مد الله في عمره ـ لجنة التحقيق في كارثة جدة، التي أثبتت الأيام ـ سريعاًـ أنها لم تكن ككل "لجنة" ماتلبث البيروقراطية أن تقلبها "لجمة"؛ إذ تتشكل عادةً من "بعض" المسؤولين عن المشكلة موضوع التحقيق!
لجنة "أ/191" كانت مبادئ إصلاح حديثة، تهدف إلى نقل المملكة إلى العالم الأول، الشعار الذي مازال يكرسه فينا صاحب السمو الملكي الأمير/ "خالد الفيصل"، الصارم الذي جرَّده "أبو متعب" في وجه الفساد، كما كان الإمام "تركي" يجرِّد سيفه المعروف بـ"الأجرب"! وكما يشهد أن "الأجرب" لم يخطئ هامةً قصدها يوماً، سيشهد التاريخ ـ الذي لايظلم ولايرحم ـ أن "الفيصل" لم ينبُ عن ثقة "عبدالله" قيد شعرة!
ولم تكد لجنة "جدة" تضع توصياتها بين يديه الكريمتين، إلا وأمره يصدر بتشكيل لجنة مماثلة في "الرياض" تتمتع بالصلاحيات نفسها، في إرادةٍ لاتعرف اللين في محاربة الفساد، وتنقية دم الوطن من "كوليستروله"، الذي لم يعد أحدٌ يماري في تضييقه كثيراً من شرايين التنمية إلى حد الاختناق!
وقبل كارثة "جدة"، كان "أبو متعب" قد أطلق عدداً من صوارمه يوم الحب الأعظم 14/2/2009م، كمعالي وزير العدل الدكتور/ "محمد العيسى"، الذي نفذ إرادة الملك وبدأ تنظيف بيت "العدل" من بعض "كُتَّابه"!
ولن يتوانى "فارس الملوك/ ملك الفرسان" عن تجريد صوارمه في كل اتجاه: في "التربية والتعليم" أولاً لتفضح ـ مثلاً ـ فساداً أدى إلى بلوغ نسبة المباني المستأجرة أكثر من 55% حسب إحصائيات الوزارة "المعلنة"! فيما أعلنت إحصاءات مماثلة أن 91% من مباني الوزارة "الحكومية" غير صالحة للاستخدام البشري!!
وهنا لابد أن يطمئن الرجال المخلصون، السابقون والذين مازالوا يحملون الأمانة، بأن "محاربة الفساد" لاتعني اتهام الذمم، أو الطعن في نوايا العاملين بصدقٍ، أصابوا أم أخطأوا! ولاتعني محاسبة الأفراد، بل محاسبة الخطط، والأنظمة، واللوائح، والقرارات، المجموعة في قولنا: "ب.ي.ر.و.ق.ر.ا.ط.ي.ة"!