أشاد عدد من قيادات الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة بالمواقف القوية التي أبدتها المملكة لنصرة الشعب السوري في ثورته العادلة على نظام بشار الأسد، مشيرين إلى أنه لولا الله سبحانه وتعالى، ثم الدور السعودي البارز، والدعم الذي ظلت حكومة الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله للثورة والثوار منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة، لما تمكنت المعارضة من الصمود طيلة هذه المدة في وجه آلة الظلم والعدوان الجائر الذي تقوم به حكومة الأسد، مدعومة في ذلك بصورة أساسية من روسيا وإيران، اللتين تمدانه بالأسلحة العسكرية المتقدمة، وتتولى الأولى المنافحة عنه في المؤسسات الدولية، وتمنع صدور أي قرار أممي لإدانته أو الحد من عدوانه على الشعب الأعزل، بينما تتولى الثانية دعمه مالياً وعسكرياً عبر خبراء الحرس الثوري الإيراني الذين يؤكد كثير من السوريين أنهم باتوا المتحكم الأول في سورية، إضافة إلى استقدامها عشرات الآلاف من الجنود الطائفيين، من أمثال مقاتلي حزب الله اللبناني، وكتائب أبي الفضل العباس وفيلق بدر العراقيين، وجماعة عبدالملك الحوثي اليمنية، إضافة إلى مقاتلين شيعة من باكستان وغيرها من الدول.
موقف تاريخي
بداية يقول المعارض السوري رئيس المجلس الوطني السابق عبدالباسط سيدا "المملكة في طليعة الدول العربية التي وقفت ولا تزال تدعم الثورة السورية، وموقف خادم الحرمين الشريفين المللك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله ظل ثابتاً واتسم بالشمولية والعمق، حيث لم تكتف المملكة بالدعم المادي فقط، بل وفرت للثورة دعماً سياسياً كانت في أمس الحاجة إليه، ودافعت عن القضية السورية في الهيئات والمنظمات الدولية، ولا أحد يستطيع أن ينسى الموقف التاريخي للحكومة السعودية عندما رفضت قبول المقعد الذي خصص لها في مجلس الأمن، احتجاجاً على التجاهل الدولي للقضية السورية، وغض طرفه عن الجرائم التي يرتكبها هذا النظام الدموي الذي لا يريد سوى إبادة شعبه". ومضى سيدا قائلاً "حكمة خادم الحرمين الشريفين رحمه الله تجلت في وقوفه بثبات إلى جانب إخوته السوريين، ليس ذلك فحسب، بل في حثه بقية الدول العربية والإقليمية والدولية على اتخاذ نفس الموقف، وهذا التوجه الذي اتخذته حكومة المملكة ليس غريبا، التي عودت كافة الدول العربية والإسلامية على الوقوف بجانبها عند الشدائد، منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه". واختتم سيدا حديثه قائلاً "لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نوجه خالص التعازي للشعب السعودي الشقيق وللأسرة الحاكمة".
إجهاض المخطط
وفي ذات السياق، المعارض السوري هيثم المالح أن الوقفة التاريخية التي وقفتها المملكة إلى جانب الشعب السوري لن يتجاوزها التاريخ، ولن تمحى من ذاكرة الشعب المظلوم الذي يكابد أشد أنواع الظلم التي عرفتها البشرية على مر تاريخها، وقال "لا توجد كلمات تستطيع أن تفي المملكة حقها، ولا يوجد في قاموس العربية ما يمكن أن نقوله لرد الجميل للراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله، فالجهود المباركة التي قادها، والإسهامات التي قدمها لمساعدة إخوته السوريين أكبر مما يتخيل الجميع، فالسعودية لم تأل جهداً في تقديم كل ما من شأنه نصرة القضية السورية، حيث قدمت المليارات في شكل دعم مادي للثوار ومساعدات إغاثية للاجئين الذين تقطعت بهم السبل في تركيا والأردن ولبنان، فسيَّرت الجسور الإغاثية، وأنشأت المعسكرات المزودة بكل ما يحتاجه اللاجئون، حتى حليب الأطفال لم تتأخر المملكة في تقديمه لأولئك الذين أجبروا على ترك ممتلكاتهم ومفارقة ديارهم، هرباً بدينهم وطلباً للسلامة والنجاة". وأضاف "لم يكن باستطاعتنا وحدنا مواجهة آلة الحرب اللعينة التي أدارها ويديرها بشار الأسد، الذي ارتضى – في أسوأ أنواع العمالة والارتزاق – تحويل بلاده إلى مجرد ولاية إيرانية، حتى يحصل على دعمها لمواصلة حملته الإجرامية ضد الشعب المظلوم، لكن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله، وبحس عربي أصيل وغيرة إسلامية مباركة رفض تمرير هذا المخطط الطائفي، واستطاع بما يجده من قبول وما يحظى به من احترام على كافة المستويات إقليمياً وعربياً ودولياً، استقطاب الدعم للمعارضة حتى تمكنت من الوقوف في وجه الظلم والعدوان.
أصالة المعدن
من جانبه يقول منسق الثورة السورية في مصر نزار الخراط إن المملكة سطرت بأحرف من نور موقفها الناصع القوي في الوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي يواجه حملة الإبادة التي ينفذها بشار الأسد ونظامه الإجرامي، قائلاً "عندما اندلعت الثورة السورية وتفجرت براكين الغضب الشعبي ضد النظام الظالم الذي جثم على صدر شعبه بقوة الحديد والنار لأكثر من 40 سنة، لم يجد الأسد سوى فوهات المدافع حلاً لتلك الإشكالية، فأمعن في قتل شعبه واستخدام آلة الموت في وجهه، فكان طبيعيا أن يتفرق هذا الشعب في أصقاع الأرض. لذلك لم يجد اللاجئون في دول الجوار – بعد الله سبحانه وتعالى – سوى المملكة. فتوالت الحملات الإغاثية على مخيمات اللاجئين في كل من الأردن وتركيا ولبنان، ولم تكن جهود الإغاثة فردية، بل أنشئت لها اللجنة السعودية لدعم الأشقاء السوريين التي يشرف عليها وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، بمتابعة شخصية مستمرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله. الذي لم يكتف بذلك، بل واصل دعمه السياسي لقضية الشعب السوري العادلة، فشهدت المنظمات والهيئات الدولية نقاشاً جاداً حولها، وكل هذا لم يكن ليتأتى لولا توفيق الله ثم جهود المملكة التي انتقدت الصمت الدولي، وقادت دول العالم أجمع إلى الاهتمام بها.
.. وبرلمانيون لبنانيون يثنون على مساندته للجيش
بيروت: أسماء وهبة، فاطمة حوحو
أجمع عدد من النواب البرلمانيين في لبنان على عمق وتميز العلاقة التي تربط بين بلادهم والمملكة العربية السعودية، مشيدين بما تبذله الحكومة السعودية، لمساعدة لبنان والأخذ بيده حتى يتجاوز محنته الحالية. كما ثمنوا الدعم السخي الذي قدمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله للجيش اللبناني، والذي تمثل في شراء أسلحة فرنسية بمبلغ 3 مليارات دولار.
يقول النائب البرلماني عن تيار المستقبل محمد قباني "العلاقات بين البلدين ممتازة، وذلك انطلاقا من حرص الدولتين على مصلحة الشعب اللبناني ومساعدته للتخلص من أزماته، وقد زادت هذه العلاقات تميزاً مع وصول الراحل إلى الحكم، بسبب محبته الحقيقية للبنان، التي جسدها في أكثر من مناسبة.
كان آخرها منحه هبة كريمة للجيش اللبناني قيمتها ثلاثة مليارات دولار، من أجل بناء جيش لبناني قوي، مما يعني تأمين الاستقرار في الداخل اللبناني. كما ستمنح لبنان القدرة على حماية نفسه ضد أي عدوان إسرائيلي محتمل. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الدعم الذي قدمه الملك عبدالله رحمه الله للبنان يصب في دعم مؤسساته الدستورية، التي من ضمنها الجيش اللبناني الجامع لكل أبناء هذا الوطن".
بدوره، يؤكد النائب في البرلمان اللبناني عن تيار المستقبل عاطف مجدلاني، على أهمية الدعم السعودي، قائلاً دأبت المملكة العربية السعودية على تقديم كل المساعدات إلى لبنان وأكبر دليل على ذلك "الهبة السعودية الأخيرة للجيش اللبناني. والتي يجب التوقف عندها. إنها لفتة متميزة، تهدف إلى دعم مفهوم الدولة القوية القادرة، ومساعدة مشروع الدولة حتى تفرض سلطتها على كامل أراضيها، فلا يعود مبرراً وجود أي سلاح خارج الشرعية". كما يرى مجدلاني أن تاريخ العلاقات السعودية – اللبنانية حافل بأواصر الصداقة والأخوة، ويضيف "تعودنا أن تكون علاقة لبنان بالمملكة على هذا القدر من التقارب والتعاون والدعم. كما أن المملكة هي أول وأكثر الدول العربية التي دعمت لبنان لمواجهة مشكلة النازحين السوريين لأراضيه".
من جانبه، يؤكد عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" محمد المراد أن مواقف المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة تحت حكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله، في مساعدة الشعب اللبناني، هي مواقف واضحة لا تحتاج إلى تأكيد، ويقول "اعتاد اللبنانيون على وقوف المملكة إلى جانبهم دوماً، وفي كل المواقف التي تحتاج فيها إلى صديق أو أخ شقيق، ومنذ تولي الملك عبدالله يرحمه الله سدة الحكم أبدى انحيازاً تاماً إلى جانب الشعب اللبناني، حيث أمده بكل ما يمكن من مساعدات مادية ومواقف سياسية، وتجلى ذلك مؤخرا في تلك المكرمة للراحل بدعم الجيش اللبناني، التي أتت كتأكيد للبعد الحقيقي للعلاقة المتينة، في دعم المؤسسة العسكرية الوطنية لتكون قادرة على مواجهة كل الأخطار التي تحيط بلبنان، وبالتالي ما يمكن ما قوله هو أن سياسة المملكة لم تكن يوما إلا في صالح لبنان".