يثير الحنق فعلا أن تتغاضى بعض وسائل الإعلام الغربية -أو تتأخر- في تغطية مقتل ثلاثة طلاب مسلمين في شمالي كارولينا بأميركا "ضياء، يسر، ورزان"، في حين لو كان القاتل مهما كانت دوافعه عربيا أو مسلما لانقلبت الدنيا، ولم تتوقف الحوارات والتحليل بشأن الإرهاب والمسلمين.

يحق للناس أن يتساءلوا ويغضبوا عن هذا الكيل بمكيالين، موقع bbc بالعربية أشار إلى الاستهجان الواسع الذي طال الإعلام الغربي، فقد كان مشغولا بمحاكمة دومنيك ستراوس خان في تهم دعارة، وكأنه لم يكن هناك ثلاثة شبان قد غُدرت حياتهم دونما ذنب.

زوجة القاتل قالت إن دوافع الجريمة ليست دينية، بل بسبب خلاف على مواقف السيارات، بينما ذكر الموقع أن المجرم هيكس قد نشر على صفحته في الفيسبوك عبارات تنتقد الأديان، ونشر مرة صورة مسدس من عيار 38 ملليمترا وكتب إنه "محشو وخاص به".

مثل "فوكس نيوز"، ووسائل إعلام أخرى، شريكة في جرائم كهذه، لأنها تختزل مليارا وقريبا من نصف المليار مسلم في صورة واحدة: "داعش" ومن قبلها "القاعدة"، وكأنها لا تعرف أن هذه الجماعات تقتل المسلمين أولا، وضحاياها يوميا في مختلف بلاد العالم الإسلامي بالعشرات.

شريك آخر في صناعة الصورة والجريمة، هم قلة من المسلمين لكنهم مؤثرون، أعني بعض أولئك الذين يُسمون مشايخ وعلماء وأتباعهم، هم من شوهوا صورتنا إلى هذا الحد، وأفزعونا قبل أن يفزعوا العالم بفتاواهم وكلامهم القاتل.

ضياء ويسر ورزان.. وآخرون، ضحية الصورة التي ينفخ فيها الإعلام، ضحية الصورة التي ينتجها بعضنا عنا.